على مرمى ساعات قليلة من انقضاء عام على عهد الرئيس ميشال عون، يطل رئيس الجمهورية ليتحدث عن تطلعات العهد في السنة المقبلة، بعد «جردة حساب» تتركز على إنجازات الأشهر الماضية. وفي أوّل التطلعات اجراء الانتخابات النيابية في الربيع حيث تعود لجنة تطبيق قانون الانتخاب الى الاجتماع عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، في محاولة لردم الهوة بين المواقف لجهة البطاقة البيومترية التي دعا النائب وليد جنبلاط إلى عدم السير بها منعا لـ«هدر إضافي للمال»، فيما تحدثت معلومات عن اتجاه لدى الحكومة لسحب مشروع قانون تمويل البطاقة البيومترية والذي كلفته ستبلغ 134 مليون دولار، على ان يترأس الرئيس سعد الحريري عند السادسة مساءً اجتماع اللجنة الوزارية لوضع الخطة الاقتصادية لتعزيز الاستثمار وتحفيز النمو والحركة الاقتصادية.
على ان المراقبين، توقفوا عند مؤشرات أربعة عشية إنهاء سنة أولى من العهد غداً في 31 ت1، حيث انتخب الرئيس الأعلى «للتيار الوطني الحر» العماد عون رئيساً للجمهورية ضمن «تسوية سياسية» ما تزال مستمرة في ضبط وقائع الاستقرار وانجازاته، على الصعد كافة، والذي سجل أمس انجازاً تمثل باستعادة ثلاثة مواطنين لبنانيين كانوا خطفوا في العراق.
الاول: تعيين سفير جديد للبنان في سوريا، وهو السفير سعد زخيا، الذي يتوجه قريباً إلى دمشق، في مظهر احتفالي لتقديم أوراق اعتماده في قصر المهاجرين إلى الرئيس بشار الأسد، ايذاناً بفتح صفحة من التعاون في ملف إعادة النازحين السوريين، بالتنسيق غير المباشر بين حكومتي البلدين..
ودافع الرئيس الحريري عن توقيع مرسوم تعيين زخيا، رافضاً المزايدات ومعتبراً أن الخطوة تُعزّز سيادة لبنان.
والثاني: الانتقاد وهو الأوّل من نوعه الذي وجهه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، على حسابه الخاص عبر «تويتر» للحكومة، عندما عبر عن استغرابه لصمت الحكومة والشعب في لبنان على حزب الله، قائلاً: «ليس غريباً ان يعلن ويشارك حزب الميليشيا الارهابي حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي، ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب في ذلك!».
الثالث: استدعاء رئيس «التيار المستقل» اللواء عصام أبو جمرة، وهو وزير سابق في الحكومة العسكرية، عام 1988، ونائب رئيس التيار الوطني الحر، قبل ان ينتخب الوزير جبران باسيل رئيساً للتيار، فضلاً عن انه تولى منصب نائب رئيس الحكومة، وهو المنصب المخصص للارثوذكس.
وعلم ان المحامي العام التمييزي في بيروت أجرى اتصالاً بالوزير أبو جمرة طالباً إليه الحضور اليوم الاثنين الساعة 10.00 إلى النيابة العامة التمييزية للاستماع إليه حول اخبار وصل إلى النيابة حول سلسلة مقالات تنشر على الموقع الالكتروني المستقل «للتيار المستقل» الذي اسسه أبو جمرة، تهاجم بعض التصريحات الوزارية والفساد في عدد من الوزارات والدوائر، فضلاً عن الصفقات.
والرابع، يتعلق بزيارة وفد الكونغرس الأميركي للبنان والتي استمرت يومين برئاسة النائب ماك ثورنبيري (عن الحزب الجمهوري) وهو رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأميركي حيث التقى الوفد قائد الجيش العماد جوزاف عون (بيان السفارة الاميركية) مع عدد من الضباط، واستمع إلى شروحات حول عملية «فجر الجرود».
كما زار الوفد وحدات الجيش اللبناني التى تحارب الارهاب، وعاين طائرتي سوبر توكانو A-29 اللتين وصلتا حديثا إلى قاعدة حامات الجوية. وخلال مناقشاتهما، شدد النائبان ثورنبيري وفريلينغويسن على عزم الولايات المتحدة المحافظة على شراكة قوية مع شعب لبنان ومؤسساته، كما شددا على «أهمية أمن لبنان واستقراره وازدهاره».
ولم يشأ أبو جمرة في تصريحه لـ«اللواء» الكشف عن طبيعة الاستدعاء، لكنه لفت إلى انه تفاهم مع المحامي العام التمييزي، وسيحل مكانه محامياً كلفه بأن يمثله اليوم.
وقال انه في «المبدأ ليس للاستدعاء طابعاً سياسياً، وليس له علاقة بما أعلنه الرئيس عون في افتتاح السنة القضائية من دعوة القضاء إلى التحرّك لدى الاستماع إلى أي اتهام بالفساد وغير ذلك، لكن القضية لها علاقة «بالتيار المستقل» وتتعلق بطبيعة الحال بالحريات.
أضاف: مبدئياً، وضعنا الاصبع على الجرح، ونحن نعتبر المسألة محلولة.
ملفات ثلاثة
ومثلما كان الأسبوع الذي مضى، سيحمل الأسبوع الطالع، الملفات الثلاثة نفسها: قانون الانتخاب والنازحين السوريين ومناقصة توليد الكهرباء، يضاف إليها ارتفاع وتيرة التوتر بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، بالتزامن مع عودة «المياه العكرة» إلى مجاريها بين التيار والحزب التقدمي الاشتراكي، بعد طي الخلاف بينهما على مصالحة الجبل، بإعلان الوزير جبران باسيل، خلال جولته الانتخابية في الشوف وإقليم الخروب بأن «المصالحة خط أحمر ولا أحد يريد مسها».
ويفترض ان يطل الأسبوع اليوم، بالاطلالة الإعلامية للرئيس عون، عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، لتقديم «جردة حساب» عن السنة الأولى من عهده، لمناسبة مرور سنة على انتخابه رئيسا، وستكون الإطلالة باستضافة ثمانية رؤساء تحرير للنشرات الإخبارية في ثماني محطات تلفزيوني، والرد على اسئلتهم بمعدل سؤالين لكل رئيس تحرير نشرة، يتناول خلالها كل التطورات والمواقف والاستحقاقات التي حفل بها العهد، على مدى ساعة ونصف الساعة.
على ان يختتم هذا الأسبوع بالزيارة التي سيبدأها الرئيس عون يوم الأحد في الخامس من تشرين الثاني، إلى الكويت وتستمر يومين، للقاء الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكبار مسؤولي دولة الكويت للبحث في العلاقات الثنائية والأوضاع العربية والإقليمية، إضافة إلى موضوع عودة النازحين السوريين الذي سيتصدر هذه المحادثات، في ضوء المعالجات التي تحدث عنها الرئيس الحريري، واعدا بحسم هذا الملف داخل اللجنة الوزارية، رغم ان موعد اجتماعها لم يُحدّد بعد.
واليوم ايضا تنتهي المهلة التي حددتها لجنة إدارة المناقصات في هيئة التفتيش المركزي لاستكمال النواقص في ملف الشركات الثلاث التي لم تقبل عروضها للاشتراك في مناقصة توليد الكهرباء، على أن تجتمع اللجنة غداً الثلاثاء لدرس الملف واتخاذ قرارها في صدد قبول اشتراك الشركات الثلاث مع الشركة التركية الرابعة (كاردينيز) في المناقصة أم رفضها، مع العلم ان وزير الطاقة سيزار أبي خليل كان أعلن في مؤتمر الطاقة الوطنية الذي أنهى أعماله أمس في «البيال» عن رفع القدرة على توليد الكهرباء من 800 ميغاوات إلى 1200.
وكان الرئيس الحريري تلقى دعما قبرصيا إزاء موقف لبنان من احتضان مليون ونصف مليون نازح سوري، بعد محادثات أجراها مع الرئيس القبرصي نيكوس انستسياس ركزت حول الأوضاع في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، عشية القمة الثلاثية التي تستضيفها قبرص في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، بين لبنان واليونان وقبرص، والتي يفترض ان تتناول مسألة الحدود البحرية.
وسيصل إلى بيروت اليوم وزير الدفاع القبرصي لاستكمال المحادثات بما يعني تضييق الخناق على الشركات الثلاث الأخرى.
وبطبيعة الحال، فإن هذا الامر سيرفع من منسوب التوتر بين وزراء «القوات اللبنانية» التيار الوطني الحر، عند طرح الموضوع على مجلس الوزراء، الذي لم يُحدّد موعد اجتماعه بعد ولا جدول أعماله.
وكان نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان، أعلن امس الاول من ديرالقمر، ان المعركة التي تخوضها القوات تدخل في إطار تطبيق الدستور والقانون، وهي معركة ضد الهدر والفساد والصفقات»، مشددا على انه ليس هناك من مظلة أو خيمة فوق رأس أحد، مؤكدا الوقوف في وجه كل صفقة أو مناقصة لا تذهب إلى إدارة المناقصات». فيما توجه نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسّان حاصباني خلال اطلاقه ووزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي خطة مشتركة بين الوزارتين لتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية في قضاءي الشوف وعاليه، إلى من يحاول إدخال موقع الرئاسة في الزواريب الضيقة بالقول: «خيّط بغير هالمسلة»، معتبراً انه لا يجوز ان يعمد بعضهم عند أي موسم انتخابي أو تباعد سياسي إلى تحويل مصالحة الجبل إلى ورقة يستغلها لحساباته الضيقة».
جولة باسيل
ولاحظت مصادر متابعة، ان مواقف «القوات» والتي أطلقت من دير القمر، جاءت قبل يوم واحد من جولة الوزير جبران باسيل أمس في الشوف وإقليم الخروب، والتي لم تخل من غزل بينه وبين رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، وإن ظل تمثيل «الحزب التقدمي الاشتراكي» في محطات هذه الجولة علىمستوى مندوبين محليين، ولم يصل إلى مستوى قيادي ونيابي، إلا في معاصر الشوف، حيث شارك النواب: أكرم شهيب ونعمة طعمة وايلي عون والمستشار ناصر زيدان في استقبال باسيل، حيث أعلن من كنيستيها ان المصالحة خط أحمر ولن يمس بها أحد»، وانه يريد التفاهم مع جميع القوى السياسية ولا سيما الحزب الاشتراكي، منوهاً بما كان جنبلاط أعلنه صباحاً في تغريدة له عبر «تويتر» من ان قانون النسبية يعطي كل ذي حق حقه بعيداً عن الاستثمار، فقال باسيل ان ما قاله جنبلاط هو ما نقوله نحن وقامت علينا القيامة.
وكان جنبلاط رحب بزيارة باسيل للشوف، معتبراً انها «جداً مهمة لتثبت الحوار والانفتاح والتأكيد على المصالحة، واعتبر في تغريدات أخرى «البطاقة البيومترية هدر إضافي للمال، ودعا إلى ان يكون كل التركيز على معمل فرز حديث للعاصمة والضواحي، كما حيّا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني واصفاً موقفه بالتنحي عن الرئاسة بالشجاع.
عودة اللبنانيين المخطوفين
ومساء أمس حطت في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، الطائرة اللبنانية التي أقلت اللبنانيين الثلاثة المختطفين في العراق، إثر تحريرهم بعملية أمنية مشتركة بين لبنان والسلطات العراقية، حيث كان في استقبالهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، اضافة الى ذوي المحرّرين واقربائهم.
واللبنانيون الثلاثة الذين وقعوا ضحية عصابة خطف، الأسبوع الماضي في العاصمة العراقية بغداد، هم: عماد الخطيب، نادر حمادة وجورج بتروني
وعقب وصول المحرّرين الثلاثة الى لبنان إثر تأخّر مغادرتهم للأراضي العراقية نتيجة إجراءات لوجيستية لاستكمال السلطات العراقية التحقيقات معهم، أكد الوزير المشنوق في مؤتمر صحفي عقده أن «العملية كانت عملية استدراج، وإن تحريرهم تمَّ في عملية مشتركة بين شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام والمخابرات العراقية، بحيث تمّ فجر اليوم (أمس) تحريرهم بعدما اختطفتهم عصابة يوم الأحد الماضي لدى وصولهم الى بغداد». نافياً أن يكون قد تمّ دفع فدية، أو يكون للخاطفين علاقة بتنظيم «داعش» مشيراً إلى وجود تفاصيل لن يكشف عنهاحالياً.