أكد أمين عام "الحزب الشيوعي اللبناني" حنا غريب أنه "عام ونصف العام مرا على المؤتمر الحادي عشر للحزب. انجازات كثيرة تحققت في هذه المرحلة على غير صعيد، من العلاقات السياسة وتوسيعها في لبنان والخارج، الى المعارك الانتخابية في البلديات والهيئات النقابية، الى اعلان البيان الوزاري البديل والتظاهرات والاعتصامات على مختلف العناوين السياسية والاقتصادية الاجتماعية، قانون الانتخابات والسلسلة والضرائب والمستأجرين وغيرها الى اعلان برنامج الحزب للانتخابات النيابية، الى مشاركة الآلاف في احتفالات أول أيار ويوم الشهيد الشيوعي وعيد تأسيس الحزب وذكرى انطلاقة "جمول"، الى تفعيل العمل الإعلامي والثقافي والتثقيفي والتنظيمي وإصدار الوثائق ونشرة حياة الحزب واحتفالات المناطق وتنظيم العلاقة مع عائلات الشهداء، الى قبول انتسابات جديدة الى الحزب لا سيما من العمال والشباب".
وفي كلمة له خلال إقامة الحزب الشيوعي اللبناني احتفالا في الدامور لمناسبة الذكرى 93 لتأسيسه وتقديم منتسبين جدد للحزب عددهم 283 منتسبا، لفت غريب الى "أننا نقيم احتفالنا اليوم ترحيبا بكم، ونقول لكم اهلا وسهلا في حزبكم، حزب الشباب والشابات، حزب التجديد الدائم، ونقول لكم ما قاله لينين ذات يوم للمنتسبين الجدد، نحن لا نعدكم بامتيازات، بل بعمل دؤوب وشاق، واحتفالنا اليوم هو تقدير لموقف اتخذه الرفاق الذين كانوا خارج التنظيم وعادوا اليه، وفعل تقدير لجهود الرفاق الذين اعادوا احياء العمل في المنظمات المتعثرة، والى كل الرفيقات والرفاق الذين انجزوا مؤتمرات الهيئات الوسطى وحققوا العديد من الإنجازات والنشاطات. ان هذه الإنجازات المحققة، انما تحققت بفضل الرفاق المناضلين المضحين، العاملين في الحزب ومنظماته ومؤسساته ومراكزه وفي مختلف مجالات النضال، هؤلاء الذين حافظوا على هوية الحزب وعلى موقعه السياسي المعارض المستقل، والذين بفضل صمودهم وكفاحهم وتضحياتهم ظل هذا الحزب عصيا على الرياح العاتية ليستقبل الذكرى 93 لتأسيسه، هي عمر هذه السنديانة الحمراء التي احتضنها شعبنا وصانها فامتدت جذورها عميقة في تراب الوطن وضمير أبنائه".
وشدد على "أهمية ما تحقق من إنجازات فانها تبقى غير كافية. إذ لدينا الكثير مما يجب القيام به والعمل على تحقيقه، وأهمية هذه الإنجازات تكمن في امكان البناء عليها في المستقبل، مستفيدين مما ولدته ازمة النظام السياسي الطائفي، من بدء انفكاك قطاعات واسعة من الشعب اللبناني عن قوى النظام التقليدية، ومن بينها كتل بشرية من الطبقة العاملة والمتوسطة والمثقفين والنخب، عبرت عن ذاتها في حالة الاعتراض الديمقراطي والشعبي، خصوصا في السنوات الست الأخيرة، وتفاعل معها حزبنا عبر دوره في التحركات الشعبية والنقابية والبلدية، ومن خلال نتائج مؤتمره، الأمر الذي يدعونا الى طرح مهمات كبرى، تستدعي نقاشا مفتوحا عن كل الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع جميع القوى والهيئات والشخصيات اليسارية والعلمانية والديمقراطية، وصولا الى إعلان سياسي يشكل أساسا لائتلاف واسع، ما يستلزم تعزيز قدرة الحزب الذاتية سياسيا وتنظيميا، وفي سبيل تحقيق ذلك نطلق نداء التجديد والعودة".
وأشار غريب الى أن "نداء نوجهه الى الهيئات الوسطى والى كل الرفاق على اختلاف مواقع المسؤولية، الحريصين على تجميع وتعبئة القدرات الحزبية المهدورة، للعمل على إحياء ما تبقى من منظمات متعثرة وتأسيس منظمات حزبية جديدة حيث يتواجد الشيوعيون في المدن خصوصا وفي الارياف، سواء وفق مراكز السكن أو وفق مراكز العمل بحسب ما هو ممكن ومتاح. نداء الى المنظمات الحزبية والرفاق في القواعد الحزبية مع تهنئتهم بانجاز مؤتمرات منظماتهم وانتخاب مسؤوليهم وقياداتهم الوسطية، ونقول لهم ان أهمية التجديد الذي تحقق يكمن في وضع برامج عمل للمنظمات الحزبية مع خطط تنفيذية لها مقرونة بانتظام الحياة الحزبية القاعدية، التي يجب أن تكون الركن الأساسي في حياة الحزب، وتنظيم حلقات الأصدقاء ومواصلة التثقيف الحزبي وضخ دم جديد في قواعد الحزب عبر انتسابات جديدة الى صفوفه. نداء الى العمال والأجراء والموظفين والفقراء والمثقفين وكل الذين شاركوا في الحراك الشعبي، بالدعوة الى تقديم الدعم والمساندة ومشاركة الحزب مسيرته والانضمام الى صفوفه. نداء الى الشباب والشابات، الى الطلاب والطالبات، الذين يشاركون الحزب التظاهرات والمسيرات والاعتصامات لنقول لهم تعالوا الى التنظيم الحزبي وكونوا عنوانا أساسيا للنهوض بالحزب حزبا للمستقبل، حزبا متجددا وعصريا. نداء الى الشيوعيين خارج التنظيم، لأي سبب كان، والذين لم ينتسبوا الى أحزاب أخرى، نجدد دعوتهم في هذه المناسبة للعودة الى حضن الحزب لنكون معا في متابعة المسيرة التي من اجلها قدم حزبنا التضحيات الغالية، والى المشاركة والمساهمة في النقاش الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنظيمي الذي اطلقناه بالأمس في الورشة الفكرية الأولى والذي سيستمر، وانطلاقا من الوثائق المؤتمرية والنظام الداخلي".
وأكد أنه "بمثل هذا النداء يرسل الحزب في عيد تأسيسه الثالث والتسعين إشارة مضيئة، تسهم في اشاعة مناخ إيجابي عام في البلاد، ولا سيما في أوساط القوى اليسارية والديمقراطية التي ستكون من أكثر المرحبين والمشجعين والمشاركين في انجاح هذا النداء، باعتباره يشكل استجابة لرغبة هذه القوى التي لطالما عبرت عنها وطالبت بتحقيقها، ولسوف يثبت الحزب من خلال هذا الموقف، بأنه حزب على مستوى آمالهم وتطلعاتهم، حزب قادر على النهوض من جديد. فتعالوا أيها الشيوعيون ولبوا نداء حزبكم، وكونوا كما كنتم دوما، على مستوى المسؤولية للقيام بما هو صحيح من اجل مستقبل واعد للأجيال المقبلة، من اجل وطن ديموقراطي تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية".