أشار البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له خلال مباركته جدرانية القديس شربل في كاتدرائية سان باتريك في نيويورك إلى أنه "عجيب الله في قدّيسيه!" من محبسة جبل عنايا في لبنان حيث عاش الأب شربل، الراهب اللبناني الماروني، بعيدًا عن جميع الناس، ومجهولًا من الجميع ومنسيًّا، ينقلنا اليوم قدّيسًا عالميًّا إلى كاتدرائية أميركا العظمى سان باتريك في نيويورك. إنّه يسطع في هذه الجدرانية الفسيفسائية التي كرّسناها مع نيافة الكردينال، وسيادة المطارنة والآباء وهذه الجماعة المصلّية، نجمًا لبنانيًّا مارونيًّا مسيحيًّا".
وأضاف "إنّه يحمل معه فيها جمال المسيحية المشرقة المتألّمة، مع آلام شعوب الشرق الأوسط، ولا سيّما في الأراضي المقدّسة، فلسطين ومصر والعراق وسوريا وتركيا ولبنان. كما يحمل آمالها ورجاءها بفجر القيامة. آلامٌ وموتٌ وقيامة! هذا هو سرّ المسيحيّة في العالم. إنه سرّ المسيح الفادي، وسرُّ الكنيسة. لقد عاشه القدّيس شربل بملئه. تألّم وتقشّف ومات عن ذاته في محبسته، وأقامه الله ممجّدًا، قدّيسًا عابرًا للقارّات والبلدان والأديان، يوزّع نعم الله بسخاء".
واعتبر انه "علامة رجاءٍ لمسيحيّي الشرق الأوسط ولشعوبها كافّة، في هذه الظروف الصعبة والدقيقة للغاية، انه صوتهم جميعًا هنا في الولايات المتحدة الاميركية وفي كل مكان. فالشكر والتسبيح لله الذي وهب كنيسته القديس شربل، والذي يكشف بواسطته وجه محبّته ورحمته. والشكر والتكريم للقدّيس شربل الذي يشعّ كلؤلؤة على جبين الكنيسة، وفي هذه الكاتدرائية بمزاره".