دائما ما يتحد أبناء الوطن وأصحاب الأرض ضد العدو الخارجي لمقاومته وقتاله ودحره عن الأرض لأنها تعتبر كالعرض في فكر ووعي كل الناس من مختلف المشارب والطبقات الثقافية.
هذا ما حصل في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي عندما إتحد أبناء الأرض وقاوموا المحتل الإسرائيلي ودحروه عن أرض الوطن فكان تحرير 2000 صفحة مشرقة في تاريخ لبنان.
لكن أن يتحول المحررون إلى محتلين وأن يتحول المقاومون إلى معتدين فهذا عار كبير وشيء لا يفتخر به بعد أن إتحد المحررون ضد مصلحة الجنوبيين وإحتلوا أراضي المشاعات وباعوها وتصرفوا بها وإنتهكوا حقوق الناس وحق الدولة والبلديات في إقامة مشاريع تنمية على هذه الأراضي.
ففي تقرير لوحدة التحقيقات الإستقصائية في قناة الجديد من إعداد الزميل هادي الأمين ببرنامج " تحت طائلة المسؤولية " وتحت عنوان :" صوت الأرض ... مشاعات الجنوب " عرض حجم الإنتهاكات التي تعرضت لها أراضي الجنوب ومشاعاته من قبل مخاتير ورجال أعمال وأصحاب نفوذ بحماية كاملة وتغطية من قبل حركة أمل وحزب الله.
إقرأ أيضا : زينبية تقف على تلة رزقها المسبي وتصرخ واعباساه
وأظهر الوثائقي العديد من المستندات وشهادات لأصحاب حقوق تمت سرقة أراضيهم وقدموا أدلة على إنتهاكات لحقت بالمشاعات تقدر بآلاف الأمتار بكل وقاحة وإنتهاك للقانون.
كذلك إستعرض الوثائقي الطريقة التي تتم بها عملية السرقة والتزوير عبر التنسيق بين المخاتير ومساحي الأراضي ورجال أعمال بتغطية كاملة من الثنائية الشيعية، وبالصوت والصورة ظهرت التناقضات في شهادات بعض المخاتير ما أكد حصول هذا التزوير.
ولم تكتف العملية على التزوير بل طالت تهديدات لحقت ببعض المخاتير الذين رفضوا الإنصياع لأوامر غيرهم فحرقت سياراتهم كما حصل مع مختار بلدة عيتا الجبل حسن كركبا الذي رفض التوقيع للمختار الثاني في البلدة على علم وخبر على إحدى المشاعات.
قصة أخرى عن أحمد مكي من بلدة بيت ياحون والذي دفع مبلغ 7 مليون لأحد المساحين ليتبين لاحقا أن أحد العقارين التابعين له قد سجلا بإسم شخص آخر.
والقصص التي إستعرضها الزميل هادي الأمين في تحقيقه ما هي إلا عينات صغيرة لملف كبير موجود في كل قرية ومدينة بالجنوب اللبناني.
فهل سيتحرك القضاء اللبناني للتعامل مع القضية ؟ وما هو موقف وزير المالية علي حسن خليل المحسوب على حركة أمل مما حصل ؟ وكيف سيبرر حزب الله المخالفات والتعديات على المشاعات التي حصلت في الجنوب من قبل رجال تابعين له كما ورد في التحقيق ؟