لفت وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، ووزير التنمية الدولية ألستر بورت خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري"إنه لمن دواعي سروري أن أعود إلى لبنان، البلد الذي أعرفه حق المعرفة، بعد ما زرته ثلاث مرات منذ 2010. لكن أحداثا كثيرة حصلت منذ آخر زيارة لي عام 2013. فها هو الشعب اللبناني اليوم يتكرم باستضافة أكثر من 1,5 مليون لاجئ، يشكلون عبئا ثقيلا لا سبيل إلى إنكاره. والجيش اللبناني يعد بين جيوش المنطقة الأوائل التي تصدت لهجمات تنظيم داعش عام 2014، ونجحت في إخراجه من الأراضي اللبنانية عام 2017".
واشار الى انني"عقدت اجتماعات بناءة للغاية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وكررت لهم دعم المملكة المتحدة لتحصين لبنان وتعزيز استقراره وازدهاره. نحن فخورون بالعلاقات الثنائية الممتازة التي تربط بين بلدينا. وقد لمست اليوم عمق شراكتنا وقدرتها على تعزيز الاقتصاد اللبناني من خلال فرص العمل التي توفرها في كل المناطق. وقد تجلت تلك العلاقة في برنامجنا الرائد الهادف إلى تأمين جودة التعليم لجميع الطلاب في المدارس الرسمية اللبنانية، وفي المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اللاجئين، وأخيرا في دعمنا الثابت للشجعان في الجيش اللبناني، نساء ورجالا، الذين دافعوا بلا كللٍ عن لبنان في وجه كل مظاهر الإرهاب".
وتابع: "أوجه التهانئ الحارة إلى الجيش اللبناني على معركة "فجر الجرود" التي قادها بكل نجاح ضد داعش. فقد رسخت تلك العملية العسكرية صورته كمؤسسة على قدر عال من الحرفية والاحترام، تمكنت من اكتساب قدرات كبيرة على مدى السنوات الأخيرة. ولا يسعني إلا التعبير عن شدة فخري حيال الثقة التي وضعها الجيش في شراكته مع بريطانيا، انطلاقا من شوارع بيروت وصولا إلى المناطق الحدودية".
واكد انه "لا بد لي من الإعراب أيضا عن مدى افتخاري بالنتائج التي حققتها بريطانيا من خلال مساهمتها بمبلغ 60 مليون جنيه استرليني لبناء أكثر من 70 برج مراقبة عسكري، وتقديم ما يزيد عن 300 سيارة لاند روفر و3,000 مجموعة من الدروع الواقية. كذلك قمنا بتدريب أكثر من 8,000 جندي وأرسلنا 150 ضابطا من ضباط الجيش اللبناني إلى أرقى المعاهد العسكرية في بريطانيا. إضافة إلى تلك المساهمات، نستثمر أيضا أكثر من 13 مليون جنيه استرليني في تحسين أداء جهاز الشرطة في كل أنحاء البلاد وبخاصة في بيروت، دعما للإصلاحات التي تتطلع قوى الأمن الداخلي إلى إنجازها بحلول العام 2022".
واكد "إن بريطانيا لن تدخر أي جهدٍ للوقوف دوما إلى جانب لبنان بالفعل لا بالقول، وتعمل بالتكاتف معه على ترسيخ الأمن والازدهار والاستقرار. لقد كان من دواعي سروري الكبير أن أعود إلى لبنان، فقد استمتعت بزيارتي هذه وأتطلع إلى العودة".
كما استقبل الرئيس الحريري وزير الاقتصاد والاستثمار في أرمينيا سورين كارايان والوفد المرافق، في حضور وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون وعرضا للاوضاع الاقتصادية في لبنان ولسبل تعزيز التعاون مع أرمينيا.
واشار كارايان الى انها "كانت فرصة طيبة بالنسبة إلي أن ألتقي الرئيس الحريري، حيث تداولت معه في العلاقات اللبنانية الأرمينية على المستوى الاقتصادي وسبل تطويرها. فقد كان استقبالا حارا من الرئيس الحريري للوفد الأرميني، وأنا نقلت إليه من جهتي تحيات رئيس الوزراء الأرميني الطيبة. كما قدمنا إلى دولته حصيلة العمل الذي قمنا به مع الوزير فرعون خلال اليومين الماضيين، وقد أتيحت لنا الفرصة أن نعمل مع الحريري في المرحلة المقبلة لتنمية هذه العلاقات".