ورأت الصحيفة في تقريرها أنّ إستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة الحاسمة تجاه إيران تصطدم أصلاً بحقيقة أنّ طهران وسّعت تأثيرها كثيرًا في الشرق الأوسط، موضحةً أنّ إطلاق إستراتيجية جديدة يدلّ على تغيير في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط من التركيز على قتال "داعش" الى جهد لدفع سنوات التوسّع الإيراني في المنطقة الى الوراء.
ولكنّ هذه الإستراتيجية، بحسب الصحيفة، لا تحدّد كيفية مواجهة الوجود الإيراني على الأرض في العراق وسوريا وغيرهما، ما يثير الأسئلة حول سهولة مهمّة دفع النفوذ الإيراني الى الوراء من دون إثارة صراعات جديدة.
وذكّرت الصحيفة بارتفاع خطر التوتر وعندما أخرج الأميركيون من بيروت عبر التفجيرات الإنتحارية وخطف أجانب من قبل مجموعة مرتبطة بحزب الله. وقالت إنّ التوتر يشكّل خطرًا ويهدد بتعقيد المراحل النهائية من الحرب ضد "داعش"، والتي أصبحت تقريبًا محدودة.
الى جانب الجيش السوري، يوجد في السباق "قوات سوريا الديمقراطية" التي تسعى الى السيطرة على آخر تمدّد داعش في شرق سوريا، بحسب الصحيفة التي أضافت أنّ الجيش السوري يريد أن يتصل بحلفائه العراقيين لتأمين جسر بري أو طريق بين طهران وبيروت، عبر هلال تأثير إيراني يمتدّ الى البحر المتوسط.
المحلّل السياسي محمد عبيد قال للصحيفة: "الإيرانيون كانوا أذكياء ولا يزالون كذلك. يريدون تصدير ثورتهم، ووجدوا أنّهم لا يحتاجون الى إسقاط الحكومات في المنطقة. يمكنهم تشكيل مجموعات سياسية وعسكرية الى جانب هذه الحكومات، وحزب الله هو المثل الأول، فهو جزء من الحكومة والبرلمان وقوة عسكرية على الأرض، لا تتمكّن أي قوة في العالم تدميرها".
ولفتت الصحيفة الى أنّ في لبنان، على "حزب الله" أن يوازن مصالح الشركاء السنّة والمسيحيين في الحكومة.
أمّا فيصل عيتاني، وهو كبير باحثين في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط فقال: "يبدو أنّ مسؤولين أميركيين يعلّقون آمالهم على الدورة الجديدة من العقوبات ضد حزب الله والحرس الثوري الإيراني. ولكنّ العقوبات وحدها لن تقلّص ما وصلت اليه إيران جغرافيًا ويبدو أن لا شهية للإدارة الأميركية لمواجهة كاملة مع طهران".
(واشنطن بوست )