هجوم سعودي على حزب الله، وضغط أميركي على أوروبا لتحديد موفقها من الحزب، فهل يحسم الإتحاد الأوروبي موفقه من حزب الله؟
 

ازدادت حدة الهجوم السعودي على حزب الله في الآونة الأخيرة، وهذه المرة كان هجومًا ثنائيًا مزدوجًا؛ الأول عبّر عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حيث أكد لوكالة "رويترز" "أنّ حرب المملكة في اليمن ستستمر لمنعِ حركة الحوثي المسلّحة من التحوّل إلى جماعة "حزب الله" أخرى على الحدود الجنوبية للسعودية".
أما الهجوم الثاني، تمثل بتغريدة أطلقها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، حيث وصف  فيها حزب الله ونقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، "بحزب المليشيا الإرهابي" من دون أن يسمّيه مباشرةً، قائلاً "للجمِ حزب المليشيا الإرهابي، يجب معاقبةُ مَن يعمل ويتعاون معه سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، والعملُ الجادّ على تقليمِه داخليًا وخارجيًا ومواجهته بالقوّة".

إقرأ أيضًا: لقاء فرنجية وجعجع لم يعد مستبعدًا، والسبب باسيل!

العقوبات الأميركية 
من ناحية أخرى، تستمر واشنطن بفرض عقوبات جديدة على حزب الله، إذ أقرّ الكونغرس الأميركيّ سلسلة العقوبات الجديدة التي ستنضمّ إلى التشريع الذي أُصدِر عام 2015، علمًا أن التعديلات الجديدة لن تصبح سارية المفعول إلّا بعد التصويت عليها من مجلس النوّاب الأميركيّ ثم توقيعها من الرئيس دونالد ترامب.
واللّافت أن واشنطن تعول على دور أوروبي فاعل في استراتيجيتها ضد حزب الله، ويتضح ذلك من خلال المواد الجديدة من قانون العقوبات الأميركية على الحزب، إذ أن أميركا تحثّ الإتّحاد الأوروبيّ بشكلٍ غير مُلزِم على تصنيف حزب الله بشكلٍ "كلّيّ" كمنظّمةٍ إرهابيّة، في وقت لم تحسم فيه دول الإتحاد الأوروبي بعد موقفها من الإستراتيجية الأميركية تجاه إيران و حزب الله، وهذا ما دفع مجلس النواب الأميركي إلى وضع الإتحاد أمام مسؤولياته، ومطالبته باتخاذ خطوة بناءة في هذا الصدد لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيعني مواصلة طهران والحزب في خططهم التي لا تستهدف فقط منطقة الشرق الأوسط بل والأوروبيين أنفسهم.

إقرأ ايضًا: 18 مليار دولار كلفة أزمة النزوح السوري في لبنان
الموقف الأوروبي
رغم أن الإتحاد الأوروبي سبق أن أدرج الجناح العسكري لحزب الله ضمن القائمة السوداء، إلا أن واشنطن ترى أن هذه الخطوة غير كافية.
وفي هذا السياق، تُشير صحيفة "العرب"، إلى "أنه من الأسباب التي تجعل الأوروبيين مترددين في الإستجابة للطلب الأميركي هو أن لبعض الدول الأوروبية جنودًا داخل قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، وبالتالي أي قرار ضد الحزب قد يعرض هؤلاء للخطر".
ويرى مراقبون وفقًا للصحيفة، "أن الدول الأوروبية لا تبدو مستعدة الآن لاتخاذ خطوة وضع كل حزب الله في قائمة الإرهاب، بيد أنها قد تتوصل إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية للضغط على الحزب وإيران للخروج من الساحات الإقليمية وأبرزها سوريا، وربما يتم الإتفاق على وضع شخصيات نافذة في الحزب ضمن القائمة السوداء".