نشرت صحيفة تسايت الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى حالة الفراغ التي خلفها انسحاب تنظيم داعش في سوريا والعراق
 

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن سقوط "داعش" قد يمثل بداية لصراع نفوذ جديد بين الأطراف المكونة للتحالف الدولي ضده الذي تفكك على خلفية سقوط "دولة الخلافة". وعموما، يثير هذا التحالف الاستغراب، خاصة أنه جمع كلا من روسيا والولايات المتحدة الأميركية وإيران.

وأكدت الصحيفة أن كلا من روسيا وإيران والنظام السوري يعدّ من الأطراف المنتصرة في الحرب ضد "داعش". في المقابل، تصنف كل من الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، على الرغم من حيادها، في خانة الأطراف الخاسرة ضمن هذه المعركة.

وأوردت الصحيفة أن الحرب ضد "داعش" ساعدت روسيا على استعادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد 40 سنة. ومن المتوقع أن يتوسع مجال تأثيرها في المنطقة بشكل ملحوظ مستقبلا. من جهتها، تعمل إيران جاهدة على بناء "جسر شيعي" يمتد من الخليج العربي إلى البحر المتوسط.

وتابعت الصحيفة بأن واشنطن تعمل جاهدة على الحفاظ على موقعها في العراق، حيث تحاول إيران كسب ود الأغلبية الشيعية. والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة مطالبة بالحيلولة دون وقوع حرب بين الأكراد والحكومة العراقية. علاوة على ذلك، تسعى واشنطن للحد من التوغل الإيراني في المنطقة واحتواء الصراع القطري السعودي.

وذكرت الصحيفة أن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة تعدّ محدودة الخطورة مقارنة بالمعضلة الكبرى التي ينبغي أن تجد حلا لها، ألا وهي مسألة الاتفاق النووي الإيراني التي يتعامل معها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل فوضوي. ومن جهة أخرى، ما فتئت إسرائيل تندد بالممارسات التي ينتهجها "حزب الله"، في حين أنه من المتوقع أن تشن حربا على إيران في حال تمكنت من بناء "جسرها الشيعي".

وأشارت الصحيفة إلى أن التحالف الدولي ضد "داعش" نجح في القضاء على التنظيم. ففي شهر تموز الماضي، سقطت عاصمة التنظيم في العراق، ومؤخرا لقي معقل التنظيم بالرقة المصير ذاته.

وبينت الصحيفة أن "داعش" خسر العديد من المكاسب التي حققها خلال الحرب على غرار خلاياه الصغيرة، وقدرته على التحرك والتدخل بشكل مفاجئ، فضلا عن غطائه الشعبي. عموما، مثل انهيار "داعش" يشكل خبرا سارا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أنه خسر جزءا كبيرا من مناطق نفوذه ومعسكرات التدريب الخاصة به، فضلا عن موارده المالية.

وأوضحت الصحيفة أن "داعش" مني بالمصير ذاته على غرار تنظيم القاعدة. ولكن مقاتليه سيحاولون التسلل إلى أوروبا بعد أن خسروا معاقلهم في منطقة الشرق الأوسط. من جهتها، يمكن للمخابرات الغربية تنفس الصعداء بعد انهيار تنظيم الدولة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الخطر الإرهابي لا يزال قائما، خاصة أن العديد من الإرهابيين، الذين نفذوا هجماتهم في كل من نيس وبرلين، ترعرعوا في أوروبا.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن الصراع بين مختلف الأطراف المكونة للتحالف ضد تنظيم "داعش" سيحتد أكثر فأكثر، خاصة أن ترامب، لا يعتبر نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بمثابة شريك، على خلاف بقية الرؤساء الأميركيين الذين كانوا على وعي بضرورة توطيد العلاقات مع موسكو.