أصبح تأخر الحمل ظاهرة شائعة في بعض المجتمعات، نظرًا لتراجع خصوبة المرأة أو قدرات الرجال الإنجابية، ويعد قياس معدل الخصوبة من الأشياء المهمة لأي سيدة ترغب في الإنجاب، لكن في الوقت ذاته يجب معرفة أكثر الأمور السلبية التي تؤثر على الخصوبة والقدرة الإنجابية، لأن الأسباب متعدة وتنقسم بين ما هو مرضي وما هو مرتبط بالبيئة وأسلوب الحياة.
وأوضحت جيسيكا زوكر، طبيبة نفسية متخصصة في صحة المرأة من لوس آنجيليس، أن السيدات يتأثرن جداً بهذه المشكلة ويدخلن في عاصفة من المشاعر السيئة منها الغضب والإحباط والانهزامية وكذلك خيبة الأمل، لشعورهن بأنهن ضعيفات وقليلات الحيلة بعد خروج الأمور عن نطاق السيطرة.
وتشير إلى أن مسألة الحمل والإنجاب دائما ما تكون بعيدة عن كل القواعد والأسس العلمية والطبية، فالتعامل معها يجب أن يتم بحرص وعناية وتهيئة نفسية بأن الأمر خارج عن إرادتنا أحيانا، وقد لا يحدث لعدم وجود أسباب معروفة أو ظاهرية، وببساطة يكون بدون سبب.
وتقول جيسيكا لموقع "ويمنز هيلث" إن كل سيدة تختلف عن الأخرى وكل حالة تكون فريدة بخصائصها التي لا ينطبق عليها ما حدث مع آخريات، وهناك مئات الأسباب التي قد تؤثر في المرأة وتمنعها من الانجاب.
فهناك عوامل كثيرة تؤثر على خصوبة المرأة وتؤخر فرص الإنجاب لديها، وأكثرها تلك شيوعًا:
بطانة الرحم المهاجرة
تمثل بطانة الرحم عاملاً مهماً في حدوث الحمل، وحدوث تشجنات في الحوض وتقلصات شديدة دليل على أنها تعاني من مشكلات وقد تسبب العقم.
عدم الإباضة
تمثل أنوفولاشين أو غياب الإباضة عقبة كبيرة أمام فرص الإنجاب، وهناك عدة أسباب لعدم حدوث الإباضة منها متلازمة تكيس المبايض، بجانب الإصابة بالسمنة المفرطة وعادة ما تسببها عيوب الكروموسومات أو الطفرات الجينية، وكذلك ضعف الغدة الدرقية، وارتفاع نسبة برولاكتين في الدم، أو حالة هرمونية.
أورام الرحم الليفية
يمكن لأورام الرحم الليفية أن تؤدي إلى عدم الخصوبة، وهي ورم عضلي حميد في الرحم. والمعروف أن معظم النساء لا يشكين من أعراض، بينما البعض منهن قد يشكي من الألم أو الدورة الشهرية الغزيرة. وإذا ضغط الورم على المثانة، فإن ذلك يؤدي للشعور بالحاجة للتبول باستمرار؛ كما قد يسبب الورم ألماً أثناء ممارسة الجنس، أو ألم أسفل الظهر.
ولا توجد أسباب معروفة حتى الآن لحدوث هذا الورم، وتبين أنها مرتبطة بشكل جزئي بمستوى الهرمونات. ومن عوامل الخطورة للمرض: السمنة، وأكل الكثير من اللحوم الحمراء. ويتم التشخيص عن طريق التصوير الطبي أو فحص الحوض ويمكن التعرف عليها بإجراء فحوصات ومسح لمنطقة الرحم بالرنين المغناطيسي.
تضرر قناة فالوب
إن تضرر قناة فالوب أو إصابتها بأي مشكلة قد يعوق انتقال البويضات وبالتالي يعيق الحمل تماماً، وهي عبارة عن أنبوب يصل بين المبيض والرحم لنقل البويضات، حيث يبدأ طرفه الواسع من جهة المبيض، ويحتوي هذا الطرف على أهداب تساعد على حركة البويضات إلى داخل القناة.
ويجب عمل الفحوصات والمسح اللازم للتأكد من أنها مفتوحة ولا يوجد أي عوائق أو ضيق يمنع قيامها بعملها.
الرجل هو المشكلة
قد تكون مشكلة تأخر الإنجاب من الرجل وليس السيدة، حيث يقول الدكتور ملنيك إن ضعف خصوبة الرجال تؤثر في 20% من حالات تأخر الإنجاب. وقبل أن تبدأ السيدة التحرك في طريق عملية العلاج الطويلة لضعف الخصوبة يجب التأكد أولا من أن شريكها بحال جيدة ولا يعاني من أي مشكلات في الخصوبة.
التدخين
بالإضافة إلى الأسباب المرضية السابقة توجد عادات هامة تؤثر على الخصوبة ومنها التدخين، والذي يمثل سببًا رئيسيًا في تأخر الحمل أو يشكل خطورة على الإنجاب حتى بعد الحمل، ويطلق عليه الأطباء العدو القاتل لحلم الإنجاب، ويعد من أحد العوامل البيئية
الضغط العصبي
من الأسباب البيئية الأخرى المؤثرة في الإنجاب الضغط العصبي والقلق والتوتر المستمر، وفي تلك الحالة، يجب تغيير أسلوب الحياة جذرياً لتصبح المرأة أكثر هدوءًا وتبتعد عن الشد العصبي والضغوط لتجنب حدوث أية تغييرات هرمونية قد تؤثر على القدرة الإنجابية.
(فوشيا)