عرضت القناة الألمانية الثانية تحقيقا تتضمن اتهامات وشهادات صادمة، عن قيام موظفي شركات أمن لحماية مراكز إيواء اللاجئين في العاصمة برلين، بأعمال قوادة وتسهيل عمل طالبي لجوء، بينهم قُصَّر، في مجال الدعارة.
وتحدث أحد المفوضين بشؤون الأمن في عدة مراكز إيواء للاجئين في برلين، عن وجود شبكة قوادة حقيقية في مخيمات استقبال اللاجئين في العاصمة الألمانية.
وبيَّن أنه غالباً ما يقوم المكلفون بالأمن بالربط الأولي بين اللاجئين وأوساط الدعارة، وإقناعهم بممارسة الجنس مقابل المال، موضحاً أن ممارسة الجنس مع الرجال اللاجئين مطلوبة، على نحو خاص، والأولويوية لمن يكون وسيماً وصغاراً في السن، من سن السادسة عشرة فصاعداً، مشيراً إلى أنه كلما كان صغيراً في السن كان السعر باهظاً أكثر.
وزعمت ماريا، التي قالت إنها عاملة اجتماعية في مخيم استقبال أولي للاجئين بحي فيلمرسدورف، مشاهدتها كيف أعطى رجل أمن المقيمين في المأوى المال خلسة، وعندما فاتحت اللاجئين بالأمر، أكدوا لها قصة الدعارة والقوادة، مشيرة إلى وجود قصر بينهم.
وعرضت القناة لقاء قالت إنها أجرته في ذلك المخيم مع شاب سوري، يبلغ من العمر 20 عاماً، يجني المال منذ أشهر من خلال الدعارة. وقد روى أن أحد موظفي الأمن اقترب منه فيما كان يتحدث بالهاتف المحمول أمام المأوى، قائلاً له "هل تريد القيام بأعمال تجارية؟ هل تريد جني المال؟"، مضيفاً أنه أجاب بنعم بالطبع، لأنه لا يملك شيئاً، فبيَّن له رجل الأمن أنه سيحصل على 30 يورو مقابل ممارسة الجنس مع امرأة، وربما 40 يورو.
ولم يكن يدري عمر أن معظم زبائنه لم يكونوا من النساء، بل من الرجال، علماً أنه ليس مثلياً، بحسب القناة.
وأشار الشاب إلى أنه يشعر بالخزي على ما يفعل، إلا أن عليه جني المال. وقال إنه لا ينبغي أن تعلم عائلته بذلك، لأنه يعرف أنه أمر سيئ، متسائلاً: ما الذي يجب عليه فعله "ليس لدي أية فرصة".
ودعا المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إلى أخذ الاتهامات الواردة في البرنامج بجدية جداً، لأن استغلال الحاجة المادية لدى اللاجئين "غير مقبول البتة"، و"مستنكر جداً أخلاقياً".
وبيَّن أنه يجب مراجعة الأمر بشكل ملموس، والنظر فيما إذا كان الأمر صحيحاً، وفيما إذا كان بالإمكان اتخاذ الإجراءات اللازمة، على ما نقل عنه موقع "برلينر تسايتونغ".