لفت الأمين العام لتيار "المستقبل" ​أحمد الحريري​ في تصريح له خلال جولة قام بها في ​البقاع الأوسط​ إلى أن "رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ يتعاطى من موقعه المسؤول عن الناس وليس عن نفسه فقط، وهو يحمل كل الهموم من أجل حماية الناس من مخاطر النار التي يرمي غيرنا نفسه بها".
وشدد على أن "عودة التوازن إلى بلد ك​العراق​ مطلوبة، وإلا فالأزمة طويلة، لأن المشروع الإيراني الذي دمر العراق لا يمكن أن يأتي بالسلام إلى منطقتنا العربية، لأنه لا يشبهها بأي تفصيل، وسيبقى هدفه إثارة المشاكل في مجتمعاتها وإضعاف دولها لحساب السلاح غير الشرعي كما يحصل في لبنان والعراق و​اليمن​ و​سوريا​، وكما حاولوا أن يفعلوا في ​البحرين​ لولا تدخل الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز".
ورأى "أننا اليوم بحاجة للمشروع العربي الذي يمضي نحو التبلور من جديد بإعادة انتاج العلاقات ​السعودية​ - العراقية، التي هي خطوة في مشوار الألف ميل وسنواكبها رغم أن المشروع الايراني يسبقنا بسنوات، لكننا في نهاية المطاف سننتصر، لأن الحق معنا، وتحقيق الانتصار لن يكون بتقليد "​حزب الله​" في موبقاته، بل بالثبات على ثوابتنا ومواقفنا ومسيرة رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​".
واعتبر الحريري أن "صدور حكم الإعدام بحق قاتل الرئيس ​بشير الجميل​ في عهد الرئيس ​ميشال عون​ هو تطور مهم وإدانة لمنطق الاغتيال السياسي، وإدانة لنظام الإجرام الذي كان يقتل إبان الحرب الأهلية"، مشيراً إلى أن "اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون يعمل على إقامة توازن، ومن هم دونه يعملون للانتخابات، وهذا حقهم، أما الرئيس الحريري فلا يرى أمامه اليوم إلا هم حماية البلد ويترك الانتخابات لوقتها".
وأوضح أن "الذهاب إلى التسوية كان الخيار الاسلم بدل ​سياسة​ الانتظار التي تبين أنها سياسة قاتلة"، مشدداً على انه "يجب ان نبقى متفائلين بمستقبلنا وان نعلم أن الآخر على باطل، وأن الباطل لا يدوم. وفي المقابل لا يجب أن نعلق عملنا على ما يحصل هنا أو هناك، ولا يمكن أن نبني سياستنا على ما نجهل معرفته".
وفي تصريح له من بري الياس، أشار الحريري إلى انه "يجب أن نعترف أن هناك قرفا عاما في البلد، وهذا القرف مسؤول عنه طرف واحد، ولا يمكن اتهام الجميع به"، لافتاً إلى أن "المسؤول عن هذا القرف والإحباط الوطني العام هي سياسات "حزب الله" التي قامرت بمصير البلد في السنين الماضية، وورطت البلد بحرب في العام 2006، وحاولت أن تخطفه ليكون ورقة بيد المحور السوري - الإيراني، وأشعلت الفتنة في 7 ايار وانقلاب القمصان السود، وحاولت أن تحكم البلد بحكومة من لون واحد برئاسة الرئيس ​نجيب ميقاتي​، وورطت البلد بالقتال في سوريا دفاعا عن المجرم ​بشار الأسد​ وحاولت أن تغتال علاقة لبنان المميزة بأشقائه العرب".
وأكد أن "الحريري كان محقا عندما قال، أن لا شيء يمنعنا من التفاؤل، فأهل السنة لم يحبطوا عندما تم اغتيال المفتي الشهيد حسن خالد، بل حملوا المشعل وعرفوا من هو العدو الذي يحاول تنكيس أعلامهم وقتل قاماتهم، ولم يحبطوا بعد اغتيال رفيق الحريري، ولولا وقفة أهل البقاع وكل لبنان بعد الاغتيال ما كنا لنحقق ما تم تحقيقه، وأهمها خروج الجيش السوري من لبنان. لو كنا في حالة إحباط هل كنا بإمكاننا أن نحقق ذلك بالتأكيد لا".
ودعا إلى "عدم تضييع البوصلة، لأن هناك أملا جديدا بعد التسوية التي قام بها الرئيس سعد الحريري"، مشدداً على أن "من يروج للاحباط السني لم يكن في أي يوم من الأيام معنا، ومنهم من كان من فريقنا وبات خارجه".
وسأل "أين كان هؤلاء عندما تمت محاصرة السراي الحكومي واحتلال وسط بيروت؟ أين كانوا عندما نفذت أحداث 7 أيار في مناطقنا؟ أين كانوا عندما طالبنا بالمحكمة الدولية؟! أين كانوا عندما تم الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري؟ أين كانوا عندما جاء البعض من أهل السنة رؤساء حكومات ووزراء بقرار من "حزب الله"؟ أين كانوا عندما نزع الرئيس سعد الحريري الشرعية عن سلاح "حزب الله" في 13 آذار 2011؟ أين كانوا عندما كان الرئيس سعد الحريري أول زعيم عربي يناصر الثورة السورية؟ أين كانوا عندما كان الرئيس الحريري أول من رفع الصوت ضد تدخل "حزب الله" في الحرب السورية؟ أين كانوا عندما وقف الرئيس الحريري وحده لحماية ​عرسال​ وأهلها من مخطط "حزب الله"؟".
واعتبر الحريري أن "المشروع لاغتيال خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإنهائه ما زال مستمرا والعمل على إلغائنا هو هدف المحور السوري - الإيراني، والسؤال كيف لمن كان من داخلنا أن يقدم الخدمات لهذا المحور لإلغائنا من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات والتجني بحق الرئيس الحريري ومواقفه الوطنية الكبرى؟ كل هؤلاء ليسوا مع "​تيار المستقبل​"، لأن من يحب "تيار المستقبل" قد يكون عاتبا، لكن لا أحد يحب "تيار المستقبل" ويرمي كل حقده على الرئيس الحريري، بما يذكرنا بالحملات التي كانت تحصل ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري".