ياسادة ياكرام ألا تلاحظون أننا بتنا دائما نكرر الأسطوانة ذاتها في موضوع إزالة المخالفات ؟
فالعاقل هو مع وضع حد للتعديات والمخالفات،خصوصا تلك التي تعتدي حتى على مستأجري المحلات والتي تمارس القرصنة عليهم مع انهم يدفعون ايجارات غالية فيأتي المقرصن ليسد عليهم أبواب أرزاقهم لمصلحته هو.
وكان الأجدر بتلك القوى أن لا تختار بعض الأحياء وتنتقيها بلؤم موصوف وأن لا تسمح في البداية لأي مخالفة، لا أن تتعمد ترك الأمور في تسيب واضح وفاضح، وفي ليلة ليلاء تضرب ضربتها القاضية بعد أن تشجعهم على تجاوز الحدود، وكأنها تستدرجهم ليمعنوا في التعديات والأخطاء والخوات لتكون بعدها القوى الأمنية بالمرصاد، ولست هنا بالمدافع عن أي تجاوز مهما كان صغيرا، لكني في صدد تعميم التجربة على الأملاك البحرية لحيتان البر الأشد ضراوة من حيتان البحر ممن إنسلخوا من إنسانيتهم فذهبت بهم أطماعهم الجهنمية الى التسبب في إفقار المواطن،الذي لم يعد يثق بحكومته وبلدياته ، وهنا أحب أن أسأل وزارة الداخلية ماذا عن بسطات العمال السوريين؟
ولماذا تترك حتى يخيل للداخل في أحياء حي السلم وكأنه في حي شعبي من أحياء سورية ؟
إقرا أيضا: أحداث حي السلم ... صعوبة البحث عن بدائل للقمة العيش
ويبدو أن الحنق الذي زادت وتيرته بشكل غير مسبوق أقصد التركيز على موضوع السباب والشتائم المدان بالطبع والذي لا يبرر اطلاقا، لشخص سماحة السيد حسن نصر الله "حفظه الله" هذا الحنق والغضب يبدو أنه قد أنسانا الكثير من التساؤلات، فصارت تصرفاتنا هي ردات فعل ليست إلا،
صدقوني.
إن توقيت إزالة التعديات وإختيار الحي بالخصوص وإلخ كلها مريبة وتؤشر لشيء لا يبشر بخير...وهنا لا أريد أن أشغل بال دولتنا بالبدائل لتلك المحال وعربات الخضار التي تؤمن بعض الرمق للفقراء ولا أتحدث عمن إستغل الفقر ليشيد من جوع المعدمين بيوتا ومحلات وأكشاك .
لكن لماذا لا يسمح بإقامة المعامل التي تستوعب أعدادا كبيرة من جيش المحرومين من الوظائف الا إذا كان لأهل الساسة حصة الأسد؟ ولماذا يسمح للإعلام بالبث المباشر لأناس غاضبين على وقع الصدمة ما جعلهم يتمادون في غضبهم وتصريحاتهم حتى صارت القصة على طريقة أشتم ولك الهواء وأطلق رشاش لسانك ولك الشاشات لتكون وحشها ، لذا اعتبرت بعض المحطات أنها فتحت الضاحية على مصراعيها وكانت شماتتهم هي فرحتهم وسرورهم ونصرهم المظفر.
إقرا ايضا: أهالي حي السلم يشتمون نصرالله على الهواء مباشر
فهلم بنا نتعالى عن اللغة السوقية الهابطة لنرقى في أسلوبنا إلى مستوى حماية المقاومة بأشفار العيون.ولا ننسى كلمة قالها سيد شهداء المقاومة الإسلامية في آخر خطبة له في جبشيت : "الوصية الأساس حفظ المقاومة". فأهل الضاحية هم حماتها وسيفها وسلاحها، فقد يسيء الأدب الولد مع أبيه لكن الأب يتغاضى عن شطحات ولده لإنه يدرك تماما ان المواطن هو ضحية الإهمال والحرمان.
الشيخ أحمد محمد إسماعيل