بدا الرئيس الشيخ حسن روحاني متطرفًا غير معتدل في خطابه الشهير الذي وضع فيه دولًا في سلّة المواقف الإيرانية وهذا ما يضر بسياسات إيران وبالدول التي مسح سيادتها وجعلها تابعة وليس لها الخيرة من أمرها وهذا الموقف لرئيس فخري لم يتبجح به المتشدد أحمدي نجاد وهو يتعارض مع من أوصل الشيخ إلى الرئاسة من معتدلين ومن شعب أرهقه سعي الحرس إلى حروب تُدفن فيها خيرات وثروات الأمّة الإيرانية كما هي إعتراضات الإيرانيين على السلطة التي تتسع لمصالح خارج إيران وتضيق داخل الساحة الإيرانية.
هذا الموقف لممثل تيّار الإعتدال في إيران جعل الإعتدال في إيران تمامًا كما هو حال التيّار المتطرف وهذا ما أكّد مقولة أن المعتدلين أسوأ من المتطرفين الإسلاميين والتجربة تكشف شيئًا فشيئًا صوابية من يعتبر دور المعتدلين مخدرًا يخدر الناس لصالح المستبدين، وعندما تضيق هوة الخلاف وتتطابق بين من هم معتدلين ومن هم متطرفين وخاصة في السياسات الخارجية يعني أن الخلاف بينهما شكلي أو مجرد توزيع أدوار أو أنه من متطلبات السعي نحو السلطة.
لقد فضح الشيخ روحاني خط المعتدلين الإيرانيين وبيّن زور إدعائهم بضرورة عودة إيران إلى إقليمها والبحث عن أسباب القوّة في التنمية البشرية والإقتصادية وتحسين شروط المشاركة السياسية والإعتماد على السياسة لا على الأمن كيّ تكون إيران قوّة من الداخل لا فزّاعة من الخارج .
إقرأ أيضًا: بصقوا وبصموا وشعب المقاومة والسيادة مبسوط
هذا رأي قد ساد بعد الموقف الخطابي للرئيس الإيراني وثمّة رأي آخر يكشف عن ثعلبة الرئيس الإيراني الذي أراد أن يحشر الحرس في الزاوية من خلال تبني وجهة نظرهم وصدم العالم بذلك كي يعطي ألف سبب وسبب للمتضررين لأخذ ما يجب من مواقف رادعة لإمتدادات الحرس الثوري الإيراني عدو المعتدلين الإيرانيين من قبل أن يكون عدواً لغير الإيرانيين وهذا ما يدفع بالعرب إلى بذل ما يردع الدور الإيراني في المنطقة خاصة وأن مواقف روحاني قد جاءت في ظروف تحتاج إلى مرونة إيرانية فالعبادي ينشط سعوديًا لعودة عراق إيراني معترف به عربيًا وأوروبا تدافع عن الإتفاق النووي في وجه الرئيس الأميركي والكونغرس والخزانة الأمريكية بصدد التحضير لمسودة عقوبات جديدة بحق إيران وحزب الله وحماس تجري مراجعة معلنة عن موقفها من إيران من خلال زيارة مُدشنة لأجواء جديدة قائمة على إحترام مصالح حركة حماس ورفض الهيمنة على قرار الحركة من خلال المساعدة الإيرانية.
هذه العناوين وغيرها تحتاج إلى موقف رسمي مشجع على تعاون طبيعي بين إيران والآخرين لا إلى موقف ينسف أسس العلاقة مع الآخرين طالما أن إيران تريد أتباعًا تسيطر عليهم وتحركهم وفق رأيها ومصالحها كما صرح أعلى مسؤول رسمي في السلطة الإيرانية.
إقرأ أيضًا: الطقس السياسي غائم عند المستقبل ممطر عند حزب الله
من هنا ثمّة من يرى في موقف الشيخ حسن روحاني الكثير من الخبث السياسي لتحريض من تبقى خارج الإعتراض على الدور الإيراني الخارجي لتكبير كرة الإعتراض على سياسات إيران وتدخلاتها المباشرة في آسيا وإفريقيا وهذا ما من شأنه إعادة النظر في السلطة القائمة وخلق ما من شأنه التشجيع على دور المعارضة الإيرانية كبديل طال انتظاره.
بين الرأيين مساحة من الإستنتاج لقول معتدل، تطرف في جعل دول مجرد زبائن سياسيين لإيران وما يؤسف عليه لا موقف روحاني بل مواقف الدول التي طالها الرئيس الإيراني ففي لبنان بلبل اللبنانيون عبر تغريدات مبحوحة ضدّ تدخل إيران والرئاسات لم تسمع ما قاله الرئيس الشيخ أو أنها إكتفت بالرد التغريدي للشيخ سعد الحريري وهكذا يكون الشيخ قد غرّد للشيخ .