في حيّ السّلم ،ينفجر غضب الفقراء الذين لم يجدوا سوى بعض المشاعات لبناء أكواخٍ ومحلاتٍ يرتزقون منها بعرق الجبين، فتُداهمهم الدولة "القوية" مع بزوغ الفجر، فتقضي على كل ما يمكن أن يسُدّ عنهم غائلة الجوع وذُلّ العوز ومهانة الفاقة.
إقرأ أيضا : من قلب الضاحية ... السيد حسن مش شاطر إلا ...!
لم يجرؤ الفقراء على بناء الأكواخ والأكشاك التجارية على أملاك الدولة والغير، إلاّ بعد أن استشرى الفساد وشمل إدارات الدولة ومرافقها: المرفأ والمطار ،الكهرباء والمياه، الضمان الإجتماعي، الجمعيات الوهمية، الأملاك البحرية (التي لا تحلّ إلاّ للأغنياء والمسؤولين)، مجالس الإدارات وتعويضاتها الخيالية، الرحلات الرسمية الترفيهية. ماذا تركتم للفقراء والمعوزين والمعترين؟ حتى أحزمة البؤس ضاقت في عيونكم الوقحة والضيقة وبطونكم الواسعة، فسوّلت لكم أنفسكم التهامها، لم يكفكم ثلاثة عقود من السرقة والنّهب والسّطو على المال العام والأملاك العامة، وحتى لا نُتّهم بالتّعرُّض فقط لحزب الله، فإننا نقول بأن الطبقة السياسية التي تناوبت على الحكم منذ أكثر من ربع قرن هي المسؤولة بقادتها ورموزها وتياراتها، من الحريري الأب ومجلس الإنماء والإعمار وسوليدير وما شاكلها، والرئيس بري ومجلس الجنوب وملياراته، ووليد جنبلاط والمهجرين ، إلى رجالات الدولة والأمن وحيتان المصارف الذين أثروا بين ليلةٍ وضحاها حسب وصية المرحوم ميشال شيحا، ولعلّ حزب الله يأتي في أسفل القائمة، لكنّه يبقى المسؤول الأبرز، لسكوته الطويل والمُريب عن تجاوزات حلفائه، وانصرافه إلى معاركه الإقليمية التي تتناسل من بعضها البعض، مُتباهياً بفائض القوة التي وفّرتها له إيران، لتستيقظ الطائفة القوية -الضعيفة صباح اليوم لتُظهر عجزها وضعفها وعوزها على الملأ.
إقرأ أيضا : الشتيمة للسيد حسن لن تكون عابرة!
في حين كان فقراء حيّ السّلم ينتفضون ويُظهرون ما في صدورهم من يأسٍ وغضبٍ وحرمان وحسرة، كان السيد علي حسن خليل يستعرض مهاراته الخطابية وإنجازاته "البهلوانية" في وزارة المال.
هزُلت حقّاً...وبان هُزالُها.