على أوتوستراد الزهراني ـ صور بين بلدتي عدلون وإنصارية، تكثر حوادث السير وتكثر ضحاياها، وآخرها المهندس عصام الأعرج من بلدة البازورية، وتكثر التّساؤلات عن أسباب تلك الحوادث في نفس المنطقة خصوصًا أنها تقع بالقرب من مقام النبي ساري أحد الأولياء الصالحين.
ويعتقد بعض أهالي بلدة عدلون أن جميع الحوادث التي حصلت في تلك المنطقة سببها "لعنة النبي ساري"، بسبب المس بحرمته وتعدي الدولة على "أرض الوقف" أي أراضٍ تابعة للمقام، وهذه الأرض كانت تابعة للنبي وأولاده كما يقول الأهالي، إلا أنه تم اقتطاع جزء منها وضمها إلى الأتوستراد.
ويعتبر السكان أن على هذا الجزء من الأرض، كان يوجد مجموعة من القبور تعود لأفراد عائلة النبي ساري، ولكن تمت إزالتها وجرفها، ما دفع البعض إلى الإعتقاد أن وراء تلك الحوادث في نفس المكان لعنة أو نقمة النبي ساري، فما قصة هذا النبي؟
إقرأ أيضًا: هل هذا ما كنا نريده من السلسلة؟ ومن المستفيد الشعب أم السلطة؟
مقام النبي ساري
يقول أحد أهالي عدلون أن مقام النبي ساري "كان عبارة عن غرفة صغيرة مهجورة ومهدمة، تقع على تلة تُطل على سهل البلدة والبحر، ويوجد في الغرفة ضريح أحد الأولياء الصالحين المعروف بالنبي ساري الذي جاء من تونس إلى بلدة عدلون عبر البحر، واتخذ من تلك التلة سكناً له ولعائلته، وتوفي هناك ودُفن ضريحه في تلك الغرفة التي أصبحت مقصدًا لزوار أهالي عدلون ونذوراتهم".
وبعد ذلك خضع المقام لورشة ترميم شاملة من قبل جمعية الإمداد الخيرية، وتحول إلى مركز ديني مرموق وأحد المواقع السياحية والدينية البارزة التي يقصدها جميع الزوار من داخل لبنان وخارجه إما بهدف السياحة أو لتحقيق "نذر" ما، إذ تقول إحدى السيدات "أن للنبي ساري شأن عالي في القرية، ونذوراته سرعان ما تتحقق"، وتستذكر السيدة عندما نذرت للمقام فك أسر إبنها، وسرعان ما استُجيبت دعوتها.
إقرأ أيضًا: ما هي البطاقة الممغنطة التي سيتم إعتمادها في الإنتخابات المقبلة؟
لعنة أم خرافة
ينفي الكثيرون، خرافة ما يُسمى "بلعنة النبي ساري"، وضم هذه الأرض تحديدًا حصل بقرار صادر عن وزارة الأشغال، وسبب تلك الحوادث هو خطأ تقني في تنفيذ مشروع الأوتوستراد، إذ أن ما يُعرف ب "كوع النبي ساري" والذي يبلغ طوله 1400 متر، يميل عن الطريق العام ميولاً أو إنحرافًا عكسيًا بحوالي 70 سنتمتر، ما يُسبب صعوبة السيطرة على القيادة خصوصًا إذا زادت سرعتها ما يؤدي إلى إنحراف السيارة عن الطريق العام وسقوطها في الوادي.
وعدا عن الخطأ التقني، هناك أسباب أخرى لحوادث السير على تلك الطريق أبرزها ووفقًا لرئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر نقلاً عن صحيفة "الأخبار":
- السرعة الزائدة.
- غياب الإنارة الليلية ما يسبب انعدام الرؤية.
- نقص الإشارات التي تحدد سرعة السير.
- غياب الإشارات التي تُحذر السائقين من الإنزلاقات الخطرة، وتسيير دوريات دائمة لمفرزة السير.
- إهمال الدولة، وعدم وجود صيانة دورية من قبل وزارة الأشغال.
- وجود مفترقات غير شرعية محاذية للأوتوستراد، تساهم في زيادة حوادث السير.
- عدا عن التلهي عن القيادة عبر إستعمال الهاتف.
وبما أن كثرة الحوادث في محلة أوتوستراد الزهراني ـ صور قرب المقام قد لا تكون خرافة أو لعنة دينية، إلا أن لعنة إهمال الدولة اللبنانية أصعب، هذه اللعنة التي لم تطال أوتوستراد الزهراني ـ صور وضحاياه فقط، إنما طالت جميع الطرقات اللبنانية!