اتصال بتصرف فكري ومنطقي


بعدما اعترض وزراء القوات اللبنانية على أداء الحكومة والعهد، ورفضوا المشاركة في لجنة الكهرباء التي شكلها الرئيس سعد الحريري لادارة موضوع الكهرباء، ثم الاعلان على ان وزراء القوات اللبنانية هم على أبواب الاستقالة من الحكومة، اتصل الرئيس سعد الحريري بالدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، وطلب الحريري من الدكتور جعجع تهدئة الأوضاع لأن البلاد تمر في ظروف دقيقة وعميقة، وان حزب القوات اللبنانية يجب أن يعمل لتهدئة الوضع الحكومي اللبناني.
فأجاب الدكتور جعجع: نحن من اكثر الحريصين على الحكومة والدولة لكن غيرنا ليس حريصاً، وانت يا دولة الرئيس تعالج الأمور بالمسكنات، فيما الأزمة كبيرة في البلاد.
هنا تمنى الرئيس الحريري على الدكتور جعجع المساهمة بعدم التطرق الى موضوع مصرف لبنان، لأن الوضع النقدي والمالي والقطاع المصرفي سيهتز كله.
فأجابه جعجع: لا بدّ يا دولة الرئيس من بحث الوضع الاقتصادي والنقدي والمالي كله، لأنه من الآن وحتى بضعة أشهر سينفجر الوضع الاقتصادي وفق أرقام الموازنة والعجز والهدر في الدولة اللبنانية.
فقال الرئيس الحريري «نحن حلفاء ويجب أن نعالج كلنا هذه الأوضاع ضمن الفريق الحكومي وأن نبقى سوية داخل الحكومة الآن وعدم استقالة وزراء القوات منها».
فأجابه جعجع: يا دولة الرئيس سعد الحريري «انا حليفك لكنك لست حليفي فعلياً، لقد قمت بالغدر بي عندما تحادثت مع النائب سليمان فرنجية طوال سنة ونصف دون ان تطلعني على شيء ومن خلف ظهري ورشحته لرئاسة الجمهورية، وقمت بتأمين دعم سعودي وفرنسي له وكذلك دعم أميركي، وانت تعلم ان حزب القوات اللبنانية وتيار المردة كل واحد منهما له خط مختلف عن الآخر وهناك خلافات وتباينات عميقة بين القوات اللبنانية والمردة في النظرة لأمور كثيرة وخصوصاً للعلاقة مع سوريا وحزب الله، ومع ذلك قمت بترشيح النائب سليمان فرنجية من خلف ظهري ورشّحته لرئاسة الجمهورية واعتبرت الأمر بسيطاً، وطلبت مني ان أحضر الى باريس لنلتقي سوية، وأنا لم أحضر ولم أزرك في باريس ورفضت، وعندما عدتُ الى بيروت اجتمعنا سوياً وحصل نقاش طويل بيننا ووعدتني بأن لا تغدرني مرة اخرى».
فأجابه الحريري : أنا لا أغدر بك، انا كنت اريد ان انهي الفراغ الرئاسي في لبنان، وعملت على ذلك، وقد وضعت كل ثقلي المحلي والعربي والدولي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ، ورشّحت فرنجية وصفاته جيدة لأن يكون رئيساً للجمهورية.
فأجابه جعجع: انا لا اتحدث عن صفات الأشخاص أنا أتحدث عن الخط السياسي وانه لا يمكن القبول بانتخاب رئيس حليف لسوريا وحزب الله والذي هو مرشح حليف للرئيس بشار الأسد بالدولة وطوال 30 سنة كان مؤيداً لسوريا تأييداً مطلقاً أما أنا فكنتُ في السجن وعُرض عليّ كل العروض كي أخرج من السجن ورفضتُ كل ذلك ورفضتُ وجود المخابرات السورية في لبنان وأمضيت 11 سنة في زنزانة ولم أقبل.
المهم بعدها اتفقنا ان ننسق خطواتنا سوية، وأن لا يغدر أحدنا بالآخر ونبقى سوية، وأضاف جعجع قائلاً للحريري: لقد دعمناك يا دولة الرئيس في رئاسة الحكومة وضمن الحكومة واعترضنا على ملفات كثيرة، وكنتَ ضد مواقفنا وآخر مثال على ذلك ملف الكهرباء الذي يسبّب أكبر عجز للدولة اللبنانية فكيف لك أن تشكل لجنة حكومية للبت بموضوع الكهرباء، وهناك دائرة للمناقصات وهي المسؤولة عن العروض والتلزيمات واختيار الشركة الأفضل تقنياً.
لذلك يا دولة سعد الحريري انت كنت ضد العماد ميشال عون، ونحن مَن فتح باب التواصل بينك وبين العماد عون بعدما رشّحناه لرئاسة الجمهورية، وعندما كان التيار الوطني يريد شيئاً منكَ كنا نحن الوسطاء لتأمين حسن العلاقة بين العونيين والرئيس الحريري ونادر الحريري فما الذي جرى؟
قامت الحكومة بإجراء تعيينات عامة في البلاد فأخذ الشيعة حصتهم كما طلبوا، وأعطيت وليد جنبلاط الحصة الدرزية كما طلب، وأخذ تيار المستقبل الحصة السنية كما يريد، اما الحصة المسيحية فاتفقتم مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر على اعطائها لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، واستبعدتم حزب القوات اللبنانية، فهل هذا ينطبق مع الاتفاق الذي عقدناه؟ وقد رشحت النائب سليمان فرنجية وأقمت أفضل العلاقات مع الرئيس ميشال عون واعطائه كل التعيينات المسيحية وعدم اعطاء القوات حصتها.
فرد الحريري : ان ظروف العهد ورئيس الجمهورية طغت على الموضوع ووفق الاعراف يأخذ الرئيس المسيحي الحصة الكبيرة من التعيينات، كما ان حصة الرئيس المسيحي منفصلة عن حصة التيار الوطني الحر فالرئيس عون يأخذ حصته من التعيينات المسيحية وللتيار الوطني الحر حصته ايضاً، لكنها منفصلة عن حصة الرئيس ولذلك لا نستطيع ان نعطي القوات اللبنانية مراكز هامة في التعيينات الا بالقدر البسيط.
فرد جعجع: لقد غدرتم بنا مرة ثانية يا دولة الرئيس سعد الحريري وأقول لكَ بأن المشكلة الكبرى ليست في الحصص ولا في التعيينات بل المشكلة الكبرى في الأداء الحكومي والهدر والمناقصات غير الشفافة والمشكلة يا دولة الرئيس بالصفقات بالتراضي في مؤسسات اساسية يفوق الهدر فيها مئات ملايين الدولارات، وأقول لك ان وزراء القوات اللبنانية على أبواب الاستقالة لكن، انتظر عودتي الى بيروت باتخاذ القرار وانني فعلاً حزين لأنني كنت الحليف الوفي لك وانت لم تبادلني هذا الشعور وهذا الموقف.
وهكذا استقت «الديار» معلوماتها من قيادي قواتي يرافق الدكتور سمير جعجع في رحلته الى أوستراليا اضافة الى اجواء تيار المستقبل واجواء وزراء القوات اللبنانية في لبنان، ونحن اذ ننشر الأمور بالتفاصيل الدقيقة نتفهم منذ الآن ان هذه الحقيقة قد تكون قاسية بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع وبين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل وقد يضطران لتخفيف هذه الحقيقة التي نشرتها «الديار»، لكن هذا هو الواقع فعلياً والدليل ان الدكتور سمير جعجع لدى استقباله وفد تيار المستقبل في ولاية ملبورن الاوسترالية قال لهم: «ان وزراء حزب القوات اللبنانية على أبواب الاستقالة من الحكومة» وحالياً الدكتور جعجع موجود في اوستراليا وقال هذا الكلام امام كل وسائل الاعلام، وكما ذكرنا في عدد أمس الأول نقلاً عن نائب في التيار الوطني الحر ان حصة الرئيس في التعيينات وتحديداً المسيحية هي غير حصة التيار الوطني الحر في التعيينات المسيحية، كذلك يبدو ان ملف رئاسة مجلس ادارة تلفزيون لبنان غير مطروحة على جلسة مجلس الوزراء غداً والقوات اللبنانية مصرة وتريد رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان، فيما الرئيس عون والتيار الوطني الحر يرفضان تعيين رئاسة مجلس الادارة من خارج اطار العونيين ورئاسة الجمهورية تحت بند أنه «عرف» متّبع في العهود السابقة ان تلفزيون لبنان هو من حصة رئيس الجمهورية ويعود للرئيس تسمية رئيس مجلس الادارة ولذلك وللمرة الثالثة لم يتم وضع بند تلفزيون لبنان على جدول أعمال مجلس الوزراء.
 

 

 

 مناقصات الكهرباء


الى ذلك، خالف مجلس الوزراء القانون وفقا للمادة 37 بتجاهله لتقرير ادارة المناقصات التي اشارت الى وجود اسباب جوهرية في العروض الثلاثة التي قدمت لمشروع استقدام معامل توليد الكهرباء وفق اطار اعمال تحويل الطاقة حيث اعطيت العروض الثلاثة مهلة اسبوع لاستكمال النواقص في ملفاتها. وعليه، اذا تم اختيار عرض واحد من بين العروض الثلاثة سيكون من السهل على الشركات الثلاث الطعن في النتيجة واللجوء الى مجلس الشورى بما ان الحكومة مددت المهلة رغم ملاحظات ادارة المناقصات في التفتيش المركزي بوجود اسباب جوهرية تمنع المضي قدما في العروض الثلاثة. فالى اين تتجه مناقصة البواخر؟
اللافت ان في الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء تم تشكيل لجنة لدراسة موضوع المناقصات ضمت كل الاطراف في الحكومة باستثناء القوات اللبنانية التي رفضت الانضمام. وهذه اللجنة اعطيت صلاحية البت بموضوع الكهرباء مهما كان تقرير ادارة المناقصات وتم ذلك بالتصويت في حين سجلت القوات اعتراضها على ذلك متمسكة بشفافية المناقصة.
امر واحد واضح هو ان جميع القوى السياسية تترقب بعضها بنوع من عدم الثقة وضمن «متاريس سياسية» خاصة حول ملفات اساسية وقضايا حيوية. وفي هذا السياق، قال مصدر قواتي للديار بانه في حال فوز شركة واحدة في المناقصات فذلك يدل على محاولة التفاف على مساعي ادارة المناقصة وعدم الاخذ بملاحظاتها مشيرا الى ان القوات دعت الى دفتر شروط جديد يؤدي الى ادخال شركات جديدة في المناقصات الا ان هذا الامر لم يحصل. وتابع المصدر القواتي بان القوات تنتظر الى ما ستؤول اليه النتائج وستبني على الشيء مقتضاه وعندها ستضع الجميع تحت الامر الواقع وتترك للشعب اللبناني ان يكون الحكم في هذا المجال.
 

 هيئة الاشراف على الانتخابات لم تجتمع بعد


لم تجتمع اللجنة الحكومية المكلفة بتعديل قانون الانتخابات النيابية منذ اسبوعين كما لم يتم تحديد اجتماعها المقبل الى جانب عدم حسم موضوع البطاقة البيومترية
والمستغرب ايضا ان  هيئة الاشراف على الانتخابات قالت بأنها لم تدعَ بعد الى اجتماع حتى هذا التاريخ لمباشرتها التمهيد للقيام بعملها وهو امر يزيد من الشكوك حول التعاطي مع الاستحقاق النيابي رغم كل التأكيدات التي تصدر عن عدة اطراف سياسية تؤكد بحصول الانتخابات في موعدها.
من جهته، نقل زوار عن الرئيس نبيه بري انه في صدد اكمال الورشة التشريعية للمجلس مشيرا في هذا المجال الى نيته بالدعوة الى جلستين تشريعيتين عن الانتخابات على الاقل في غضون تشرين الثاني المقبل.
 

 حزب الله: لن ننسحب من سوريا


على صعيد اخر، علمت «الديار» ان حزب الله لن ينسحب من سوريا خلافا لما تم تناقله في بعض وسائل الاعلام. وأكد الحزب ان انتشاره وقتاله وتواجده على الجبهات مستمر ومتواصل، القتالي في سوريا قرار استراتيجي، وليس هناك اي تموضعات او قرارات تكتيكية بل عندما يؤخذ القرار يكون قراراً استراتيجياً بالحفاظ على خط الممانعة ودول الممانعة وعدم السماح للتكفيريين وللأميركيين باضعاف خط المقاومة الذي انتصر من اليمن الى لبنان والعراق وسوريا.
واكد حزب الله انه مع الجيش العربي السوري يواصلون المعركة وهم في كامل الجهوزية للوصول الى البوكمال على الحدود السورية - العراقية مع الجيش العربي السوري ولن يتراجع عن هذه المهمة.
 

 المجتمع المدني: من يمثله؟


يواجه المجتمع المدني تحديات جسيمة في تحضيره للانتخابات النيابية ولفوزه او خرقه لهيمنة الاحزاب التقليدية على الحياة السياسية في لبنان. جمعية «طلعت ريحتكم» اخذت المبادرة بالنزول الى الشارع رفضا لانتشار النفايات في الشوارع والاحياء وللدفاع عن امر بيئي ينعكس سلبا على سلامة المواطنين. ونجحت في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لها غير ان المشكلة التي واجهتها هي انها كبرت الحجر فباتت مطالبها اكثر واكبر من قدرتها على تحقيق ما تدعو له في العلن. ربما يعود ذلك لخطأ استراتيجي او قلة خبرة في التعامل مع الشأن العام كما الى سيطرة مجموعة منغلقة داخل جمعية «طلعت ريحتكم» لم ترد التوسع والتشاور مع باقي جمعيات الحراك المدني. 
وفي النطاق ذاته، تبرز عدة عقبات  تعيق تقدم الحراك المدني بشكل عام فهو لم يستطع التوصل الى خلق قيادات توحد المطالب وتحدد سياسة واضحة حول قضايا حيوية وسياسية الى جانب عدم قدرته على احراز اتفاق مع جهات سياسية اعربت عن حسن نيتها في التقارب مع الحراك المدني. وعلى سبيل المثال، لم تستطع جميعة طلعت ريحتكم ابرام اتفاق مع الرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري الذي كان مستعدا للتضحية بالوزير نهاد المشنوق وذلك ادى الى قيام بعض الاطراف السياسية الى خرق الحراك المدني ودفعه الى التصادم مع القوى الامنية ما جعل الناس تنفر من الحراك المدني. 
وفقا لما ذكرناه، استطاعت «بيروت مدينتي» ادراك الاخطاء التي قامت بها «جمعية طلعت ريحتكم « واعتماد توجه جديد في الشان العام حيث ركزت على مطالب حياتية وخدماتية وليس سياسية وذلك انعكس في نتائج الاقتراع حيث سجلت بيروت مدينتي نسبة عالية من الاصوات. وعليه تطرح بيروت مدينتي احتمال ترشحها الى الانتخابات النيابية غير ان هناك اختلافاً في وجهة النظر فيما بينهم خاصة ان بيروت مدينتي لم تفرز قائداً لها . 
اليوم، هناك 25 مجموعة للمجتمع المدني في كافة المناطق اللبنانية وقد حاولت ان تتوحد او تنسق فيما بينها ولكن لا تزال عقبات كثيرة تقف امام تقدمها:
* لا شخصية قيادية موحدة
* عدم وضع برنامج سياسي واحد 
* احتمال تاجيل الانتخابات خفف من زخم التعبئة للحراك المدني
* نقص في التمويل
الى جانب ذلك، هناك حزب السبعة الذي اثبت انه تجربة ناجحة وهو يمثل مجموعة من بيروت مدينتي  غير انه يعتزم التركيز على مرحلة ما بعد الانتخابات واخذ عامل الوقت كعامل ايجابي يوضح الصورة امامه ويحدد له خياراته ورؤيته المستقبلية لكيفية مقاربة قضايا عدة في لبنان. 
 وفي نطاق متصل، اعتبر مصدر في المجتمع المدني ان قانون الانتخاب الجديد شجع المجتمع المدني على احداث خرق في لوائح الاحزاب واحداث تغيير في الانتخابات النيابية المقبلة الا ان اربعة اشكاليات ظهرت اضعفت موقع المجتمع المدني وهي:
1ـ الصوت التفضيلي وبرأي المصدر انه يشجع على المحسوبية والزبائنية والاقطاعية وذلك يضر بالمجتمع المدني.
2ـ الحاصل الانتخابي: رأى المصدر انه مرتفع جدا بالنسبة لبلد مثل لبنان حيث يصل الى نسبة 15% وذلك يمنع المجتمع المدني من الوصول الى سدة البرلمان.
3ـ التمويل: تعاني مجموعات المجتمع المدني من نقص في التمويل وهي تشدد على كشف مصادر تمويلها في حين تتلقى الاحزاب السياسية اموالا طائلة من جهات مختلفة دون الكشف عن هوية هذه الجهات.
اضف الى ذلك، برز حزب الكتائب كحزب غير تقليدي استطاع استقطاب مجموعات كبيرة من الحراك المدني من خلال ابتعاده عن التموضع السياسي للاحزاب الاخرى ورفضه للضرائب علما ان حزب الكتائب لا يسعى الى قيادة مجموعة المجتمع المدني بل يريد ان يكون متساويا معهم في بناء الدولة