يجمع معظم خصوم حزب الله أن شخصية الشيخ نعيم قاسم بطبعها مستفزة حتى أنهم لو خيروهم بين السيد حسن نصر الله والشيخ قاسم لإختاروا الأول كونه أقل إستفزازا من الثاني.
وما ورد من كلام على لسان قاسم بالأمس كان مستفزا لشريحة واسعة من اللبنانيين يرفضون إتهام بشير الجميل بالعمالة، ما إستدعى ردا قاسيا من رئيس التنشئة السياسية في القوات اللبنانية شربل عيد الذي تمنى مقتل نعيم قاسم والرقص على قبره.
بالطبع ، تفاجىء الحلفاء قبل الخصوم من رد عيد القاسي على الرغم من كلام قاسم الإستفزازي.
ولاحقا ، حذف شربل عيد التغريدة وبرر أسباب كتابتها.
بالمقابل ، أصدرت القوات اللبنانية قرارا بتعليق مهام شربل عيد وتشكيل لجنة تحقيق حزبية في الموضوع.
إقرأ أيضا : تمني الموت ورقص على القبور ... ماذا يحصل بين القوات اللبنانية وحزب الله ؟
ومهما كان الخلاف والإختلاف مع القوات فقد أظهرت خطوتها الأخيرة علوا في الممارسة الحزبية وأخلاقا في التعاطي وسموا في تجنب الجراح من أجل المصلحة الوطنية، فقد كان بإستطاعة القوات ترك عيد يمارس مهامه وليبلط الجميع البحر بذريعة أن باقي الأحزاب تتصرف هكذا لكنها لم تفعل ذلك بل أرادت إعطاء أحزاب المحاصصة والفساد في لبنان درسا في المحاسبة والشفافية .
هذا الأداء الرفيع للقوات أصبح موضع مدح وإعجاب حتى من خصومها ، فهي وزاريا اليوم تهدد بالإستقالة إذا إستمرت لعبة المحاصصة وتكريس واقع الفساد.
وما قامت به القوات بالأمس هو جرعة أمل بأن لبنان لم يخل بعد من أحزاب تطمح لبناء الدولة الحقيقية وتبدأ بمحاسبة عناصرها وأتباعها قبل غيرها.
فلا يمكن لأي أحد القول للقوات " روحي حاسبي حالك ونظفي وضعك بالأول وإنتقدي حالك قبل إنتقاد غيرك " لأنه ببساطة القوات طبقت ذلك عمليا وحاسبت نفسها.