بعد ست سنوات على وقوع الجريمة، أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمّود، حكمها في قضية قتل "محمّد حسن. ن" وزوجته في محلّة صبرا في لبنان، فقضت بإنزال عقوبة الإعدام بأحمد معاط الذي نفّذ الجريمة المزدوجة طعنًا بالسكين وفرّ إلى سوريا ولا يزال متواريًا عن الأنظار.
العاشرة صباحًا في التاسع عشر من شهر أيار من العام 2011، وردت معلومات إلى فصيلة بئر حسن عن وقوع جريمة قتل في محلّة صبرا، فانتقلت دورية من مكتب حوادث بعبدا إلى المكان حيث تبيّن أنّ الجريمة وقعت في شقّة في الطابق الثالث من بناء كائن في المحلّة وشوهدت جثّة السوري "محمّد حسن.ن" ممدّة عند مدخل غرفة النوم وبجانبه كرسي نقّال للمقعدين، وهو مصاب بطعنات على العنق وفوق البطن والخاصرة وأعلى الظهر والكفّ، فيما شوهدت جثّة زوجته "رنا .س" موجودة على الأرض وهي خلف السرير وتظهر عليها آثار دماء من أعلى الرأس حتّى القدمين وهي مصابة بعدّة جراح قطعيّة بليغة في أعلى الأذن والخد والعنق وجانب الثدي والخاصرة ووسط الظهر إضافة إلى وجود كدمات على أعلى الجبين.
أمّا غرفة النوم فكان بداخلها سرير فراشُه مبعثر وعليه حقيبة يد جلديّة مقفلة. وعند فتحها عثر بداخلها على أوراق مبعثرة ومستندات ملطّخة بالدماء، فيما الخزانة ودرج الـ "كومود" مفتوحان ومحتوياتهما مبعثرة أيضًا، كما وجد صندوق خشبي على "الكومود" وبجانبه سلسال من الذهب . كما لوحظت آثار دماء على سرير طفل موجود داخل غرفة الجلوس وآثار رذاذ الدم ملأت الممر وأرض المطبخ وداخل جاط بلاستيكي في المجلى.
وبالإستماع إلى المدعو "عامر.ق" أفاد أنّه يعمل لدى المغدور في محلّ أحذية في صبرا برفقة عاملٍ آخر هو المتهم أحمد معاط، وأنّهما يقيمان في الطابق الأرضي من البناء حيث يسكن المجني عليه. وبالكشف على شقّة العاملَين ضُبطت بداخلها سكين مسنّنة قابلة للطيّ تظهر عليها آثار دماء، كما عثر على ثياب ملطّخة بالدماء.
وتبيّن أنّ رسالة نصيّة وردت على هاتف "عامر" الخلوي حرفيّتها: "حسن وزوجته ماتو وبنتن بالبيت وحدهاـ آسف غصب عنّي صار هالشي أنا صرت بسوريا- باي". وأشار "عامر" إلى أنّه يقيم مع سامر المعاط (أي المتهم أحمد الملقّب بسامر) في غرفة واحدة ويعملان لدى المغدور. وأنّه عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الحادثة رأى الأخير يدخل إلى الغرفة فسأله أين كان فأفاده أنّه ذهب الى السوق وتناول الفطور، فسبقه هو أي "عامر" إلى محل الأحذية ليفتحه على أساس أنّ "سامر" سيتبعه بعد قليل لكنّه لم يفعل. وحوالي العاشرة اتّصل برب عمله وبالمتهم فكان هاتف كلّ منهما مقفلاً، فتوّجه إلى الشقّة حيث يقيم فوجد ثياب شريكه في السكن ملطّخة بالدماء وموضوعة داخل كيسين ، حينها تلقّى رسالة من الأخير أخبره فيها بما فعل، فسارع إلى إخبار عمّ المغدور بالأمر وتمّ إبلاغ الأجهزة الأمنية. وأكّد "عامر" أنّه يجهل عنوان سكن الجاني في سوريا لكنّه يعرف أنّه من ادلب وأنّ الأخير بدأ العمل معه عند المغدور منذ شهر ونصف فقط.
أما شقيق المجني عليه فأفاد أنّه كان يوجد في منزل شقيقه حوالي ثلاثة آلاف دولار وأنّه على علم بذاك المبلغ لأنّه هو من صرّفه له إلى الليرة السوريّة ليشتري بقيمته بضاعة من سوريا، وأنّ الحقيبة الجلدية كان بداخلها مصاغ لزوجة أخيه تمّت سرقته أيضًا. وقد بيّنت الإستقصاءات أنّ المتهم هو أحمد سامر معاط ، ملقّب بسامر، مواليد 1982 وقد غادر الأراضي اللبنانية في 19 أيار 2011 ( تاريخ الجريمة) عبر مركز أمن عام العبوديّة الحدودي.