قام رئيس حزب ​القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ والوفد المرافق خلال جولته في استراليا بزيارة الى معهد ودير مار شربل حيث كان في استقباله نائب رئيس الدير الاب انطوان نعمة نظراً لوجود رئيس الدير الاب لويس الفرخ في لبنان في حضور رهبان الدير ومدير المعهد الاب مارون يوسف. ودون جعجع في سجل الدير كلمة جاء فيها "لقد سررت جداً بما شاهدته ولمسته من التفاف أفراد ​الجالية اللبنانية​ في سيدني بمؤسساتهم الدينية وبالاكليروس هنا وبالعلاقة الممتازة التي تجمعهم. لقد ارتحت كثيراً لوجود السيدة ومار شربل بالشكل الموجدين فيه لأنهما الضمانة الفعلية لبقاء اللبنانيين لبنانيين وبأملنا ان نستعيدهم للوطن الام ولو في يوم من الأيام".
وقدم الاب طعمة ذخيرة من عظام القديس مار شربل للدكتور جعجع ثم القى كلمة ترحيبية وقال "ارحب بكم باسم ​الرهبانية المارونية​ ورئيس دير مار شربل الاب لويس الفرخ الموجود في لبنان". وتحدث عن تاريخ الرسالة والمعهد في استراليا، وقال:"القديس شربل هو أرزة من بقاعكفرا وجارته غابة الأرز، من محبسة عنايا الى عاصمة الكثلكة في روما يعلن طوباوياً في أضخم مجمع كنسي في التاريخ ومن لبنان الى سيدني اول كنيسة على اسمه في العام 1973 ". اضاف:"عمل الرهبان بشفاعته على انشاء معهد علمي لتعليم اولاد الطائفة وتثبيت التراث الليتورجي الماروني والتقاليد اللبنانية والمعهد يضم اليوم 1250 تلميذاً".
ومن الدير الى القاعة الكبرى للمعهد حيث احتشد المئات من شبيبة القوات وابناء الجالية . وكانت كلمة ترحيب باسم الشبيبة القاها الشاب شربل خضير وكلمة لرئيس مركز سيدني جهاد داغر.
وتحدث جعجع الى الشبيبة باللغة الانكليزية، فشرح لهم ما هي "القضية اللبنانية" وقال:"ان الاحزاب في استراليا على سبيل المثل لا الحصر تعمل بشكل تكتيكي لمعالجة الشؤون اليومية والحياتية، بينما في لبنان عملنا كحزب هو عمل وجودي، فإن لم تكن المقاومة اللبنانية موجودة لما كان هناك من لبنان، عدا عن أننا كمسيحيين أقلية في الشرق الاوسط، لذا لم يكن من السهل على أجدادنا الحفاظ على وجودنا في لبنان لكي يكونوا قوة مؤثرة وفاعلة فيه، لقد واجه أجدادنا الامبراطوريات والسلطنات والديكتاتوريات والاحتلالات وحاربوا بقوة وصمدوا وحافظوا على وجودهم المؤثر والفاعل".
وذكّر جعجع ان "البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وصف لبنان بأنه ليس مجرد بلد بل هو رسالة، ومن واجبنا اليوم ان نكمل ما بدأه أجدادنا، والقوات اللبنانية هي رأس حربة لهذا المسار وهذه المسيرة في لبنان، فهدفنا ليس الحصول على مزيد من النواب والوزراء في السلطة مع العلم انه حق مشروع، ولكن هدفنا أيضاً الحفاظ على لبنان كبلد سيّد ومستقل، وهذا الأمر ليس حتمياً ونهائياً للأسف لدى البعض في لبنان، فالبعض يريد الأمة العربية والبعض الآخر يؤمن بالأمة الإسلامية، ومنهم من يريد تحقيق سوريا الكبرى، لذا نحن نعمل بجهد للحفاظ على لبنان كبلد وكيان نهائي".
وتطرق جعجع الى مرحلة الاضطهاد التى عانى منها ​حزب القوات اللبنانية​ "ولاسيما منذ العام 1994 حيث عانت القوات من اضطهاد نظام الاسد، بحيث خضع الجميع في البلد لهذا النظام، بينما نحن رفضنا، وقد وُضعنا أمام خيارين إما القبول بسيطرة نظام الاسد على لبنان أو ان يحلوا الحزب ويأخذونني الى الاعتقال، ولو كانت حساباتنا منطقية لكان يجدر بي مغادرة لبنان ولكنني لم افعل لأنني اتخذت قراراً شخصياً، فأنا اعتبر من يهرب مرة سوف يهرب كل مرة، هذا مبدأي في الحياة وقد امضيت ليالٍ عديدة بالتفكير، وكان إلهامي يدفعني للبقاء في لبنان والذهاب الى السجن بدلاً من الاستسلام، قد يجد البعض هذا القرار غير منطقي، ولكن حين كنت في السجن كان مثالي الأعلى archetype هو "المحارب" الذي لا يهرب ويترك أرض المعركة، في احيان كثيرة أفضل الحلول يكون أصعبها في الحياة".
ورأى جعجع انه "في الوقت الراهن الوضع ليس جيداً في لبنان لسببين رئيسيين: الاول هو ان الدولة في لبنان ليست دولة فعلية باعتبار أن القرار ليس كلّه في داخلها، مثل قرار فريق لبناني خوض حرب تموز 2006 أو قراره الذهاب الى القتال في سوريا، ففي الواقع ان ​حزب الله​ يسيطر على قرار الدولة الاستراتيجي وقرار السلم والحرب، أما السبب الثاني فهو الفساد وعدم الكفاءة داخل الدولة ونحن نقاتل بقوة هذه المشكلة، ومن هذا المنطلق نولي ​الانتخابات النيابية​ المقبلة اهمية كبرى، اذ يجب ان تعلموا ان الديمقراطية في لبنان هي ديمقراطية فعلية بمعنى انه اذا اراد الناس التغيير فهم قادرون على ذلك من خلال طريقة تصويتهم."
وأضاف:"نحن نعوّل على اللبنانيين في الخارج لاحداث هذا التغيير لأن اللبنانيين في الداخل يرتبطون بالزعيم ويحتاجون الى "واسطة" انطلاقاً من اعتبارات ضيقة وصغيرة، ولكن يجب ألا ييأس المواطنون من التغيير، فنائبان وصلا عام 2005 الى الندوة البرلمانية ليُمثلا جبة بشري واحدثا فرقاً كبيراً أو وزراء القوات الثلاثة الذين يقومون بما أمكنهم لتحسين الوضع بالرغم من انهم ثلاثة من ضمن 30 وزيراً في هذه الحكومة، وبالتالي الشعب اللبناني يجب ان يصوت انطلاقاً من سؤال: ما هو الأفضل لمصلحة لبنان؟ يجب ان يصوّت وفقاً لسياسات عامة وليس انطلاقاً من خدمات صغيرة". وشدد جعجع على ان "إمكانية التغيير موجودة في كل يوم وفي كل لحظة ولكن اللّهم أن يقوم الشعب اللبناني بتحمّل مسؤولياته كما يجب حتى نتمكن من تغيير الوضع القائم عبر إيصال سياسيين جريئين يُسمّون الأشياء بأسمائها، وان يكونوا مستقيمين وكفوئين يعرفون كيفية إدارة البلد".
وختم جعجع:" كونوا حاضرين للمشاركة في الانتخابات المقبلة، ومن ليس لديه الامكانية للتوجه الى لبنان من أجل التصويت، فليتسجل في القنصليات والسفارات بالرغم من الصعوبات التي تتطلب اوراقاً ثبوتية ومعاملات طويلة".
ورداً على سؤال يتعلق بالقضاء قال :"في ذكرى اغتيال وسام الحسن أقول انه بطل من ابطالنا اغتيل ليس لان اسمه وسام الحسن بل لان أعماله لم تعجبهم حيث كان يساهم في خلق أمن فعلي على رغم كل الظروف المحيطة بلبنان، واشعر بالاسف لان الأجهزة الأمنية لم تضع يدها مباشرة حتى الساعة على من اغتال وسام الحسن" .
ورداً على سؤال حول دعوى الـ LBC قال:"ان وضع القضاء في لبنان لا نحسد عليه وكما ذكرت في سؤالك فان أسرع قرار ظني كان في تاريخ الجمهورية هو في حقي واليوم قضية مثل قضية الـ LBC مضى عليها عشر سنوات وربحنا كل المراحل ولكن مهما أخروا الاستحقاق واستخدموا المماطلة فان ال L B C لنا في النهاية" .
وحول دعم ترشيح العماد ميشال عون، أوضح "قامت القوات بخطوة تاريخية وكانت في مكانها، لم يكن هدفنا مكاسب معينة بل ان الهدف الأساسي كان نقل البلد من موقع الى آخر. وهنا اريد ان أقول ان القوات اللبنانية ليست حزباً كباقي الأحزاب فهل يوجد حزب في العالم يدعم خصمه لرئاسة الجمهورية ويوصله لها؟ الجواب لا. وأتذكر وقتها قالوا لي ميشال عون مرشح وسليمان فرنجية مرشح فماذا يشكل عليكم من خطر ترشيح فرنجية فوجوده محلي واذا اصبح رئيساً لا يشكل خطراً عليكم. وأنتم ذاهبون لانتخاب عون الذي تشكلون معه أكبر الأحزاب المسيحية وهو موجود في كل مناطق تواجدكم وهو الذي يشكل عليكم خطراً، لذلك الأفضل ان تنتخبوا فرنجية. ولكن نحن لم نتصرف يوماً كحزب سياسي بالمعنى التقليدي بل بما يفيد المصلحة العامة ووجدنا ان انتخاب العماد عون يقلب صفحة عمرها 35 سنة مفتوحة بغيضة قديمة سيئة وكلها سلبيات هذا من جهة ومن جهة اخرى يوصل الشخص الذي لديه تمثيلاً اكبر الى رئاسة الجمهورية. انطلاقاً من كل هذه الاعتبارات دعمنا ترشيح عون لرئاسة الجمهورية. وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني لبنان أكبر من وطن انه رسالة والقوات اللبنانية هي اكبر من حزب فهي رسالة" .
واستقبل جعجع وفداً كبيراً من دير الأحمر شدد أمامه "على تضحيات منطقة الدير في سبيل القوات اللبنانية ولبنان. واكد ان للدير معزة خاصة في قلبه كبشري وأكثر واعتبر ان ترشيح الدكتور انطوان حبشي يؤكد الاهمتام بالمنطقة وهناك أمل كبير بالفوز من حلال القانون الجديد"
وحضر الوفد برئاسة رئيس رابطة دير الأحمر سليم طربية .وقد تخلل اللقاء كلمة القاها السيد موريس طربيه باسم ابناء الدير وكلمة اخرى للدكتور الشاعر مروان كساب. ونوه المتكلمان بتضحيات القوات اللبنانية للبنان والعلاقة الوثيقة بين الدير والقوات كما أثنيا على كل ما بذله جعجع والقوات من تضحيات للمنطقة وللبنان .
وشارك جعجع وعقيلته النائب ​ستريدا جعجع​ اليوم الاحد في القداس الالهي الذي ترأسه راعي الأبرشية المارونية المطران انطون شربل طربيه في دير مار شربل يعاونه نائب رئيس الدير الاب انطوان طعمة والأب ايلي رحمة لمناسبة الذكرى السنوية الاولى على رحيل السيدة تريز سليم الشدياق . والقى طربيه عظة من وحي الإنجيل حول "الوزنات" تحدث فيها عن الدور الاجتماعي الذي لعبته الفقيدة الى جانب زوجها سليم الشدياق .كما رحب بالدكتور جعجع وعقيلته ورفع الصلاة على نية المسؤولين في لبنان وعلى اهمية ان تعم المصالحات كافة الفرقاء.
وشدد على اهمية " عدم إهمال وَزنة حق المغتربين بالانتخابات المقبلة"، داعياً الى التسجيل قبل العشرين من الشهر المقبل لتثبيت حق المشاركة في انتخابات العام المقبل النيابية ". واعتبر ان "الحكم الصادر عن القضاء بمعاقبة قتلة الرئيس الشهيد ​بشير الجميل​ ورفاقه بعد 35 سنة ما هو الا راية حق وعدالة ارتفعت في سماء لبنان".