خادم الإمام الحسين لفظَ أنفاسَه الأخيرة بصعقة كهربائية، فبعدما كرّس سنوات عمره القليلة في خدمة أبي عبد الله وزوّاره توفّي داخل الحسينية، ليسطّر حب أهل البيت بالقول والفعل. إنه رضا الحسناوي شقيق الخطيب الحسيني الشيخ زمان الذي نعاه على منبر عاشوراء بعد دقائق من موته ليكمل بعده المجلس.
صعقة قاتلة
منذ نعومة أظفاره، كرّس رضا نفسه لمرضاة الإمام الحسين؛ أمضى معظم وقتِه في حسينية عائلته، وعمل مع شقيقه الشيخ زمان في مجال تصوير خطبه وبثّها على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن حانت النهاية في المكان الذي أحبّه، ليصدم الجميع بموته المفاجئ وهو في عمر الـ 22، وبحسب ما قاله الشيخ مؤمل الربيعي لـ "النهار": "عند غروب يوم أمس، كان رضا يعمل على تجهيز الحسينية لخدمة الزوّار، أمسك شريط كهرباء فصعق صعقة قاتلة، لفظ على أثرها نفسه الأخير".
مصيبة الحسين أهمّ وأعظم
الشيخ زمان، وفي مقطع فيديو مصوّر له، قال لحضور المجلس الحسيني: "قبل أن أصعد المنبر بثلاث دقائق تلقيتُ اتصالاً، أخبروني خلاله بأنّ شقيقي الذي يبلغ من العمر 22 سنة توفي. قررتُ أن أترك مصيبة أخي وأقرأ مصيبة الحسين. قلت يا أبا عبد الله الآن أكمل مجلسك وبعدها أتأثر بمصيبة أخي، فمصيبتك أعظم"، ولفت الربيعي: "كان لدى الشيخ زمان مجالس في بغداد في حسينية عاشوراء، عندما وصلَ خبر وفاة شقيقه. كان آخر يوم له هناك، وقد أبهرَ الجميع عندما أعلن موت شقيقه وبعده أكمل المجلس".
"إلى جوار الحسين"
ابن النجف، كان يجمعُ بين الدراسة في الجامعة وخدمة الحسين، ولفت الربيعي: "عادة ما كان رضا يأخذ إجازة من كلّيته كي يخدم الحسين، لم يتسنَ له الارتباط، فقد كتب له أن يفارقنا مبكراً، اليوم أصبح بجوار سيّد الشهداء وأصحابه"، وأضاف: "مباركة له هذه النهاية، فقد فارق الروح في المكان الذي أحبه، ليشهد له على مدى خدمته لزوّار الحسين وأحبائه. جثمانه الطاهر شيّع اليوم من جامع الطوسي عند الساعة التاسعة صباحاً، وستتلى الفاتحة على روحه في جامع الكليدار يومي الجمعة والسبت بعد صلاتي المغرب والعشاء".
أحباء الشيخ زمان نعوا رضا على "فايسبوك"، منهم من قال: "انتقل إلى جوار ربه المشتاق لشفاعة أمير المؤمنين خادم الحسين الشاب رضا الحسناوي أخ الشيخ زمان الحسناوي، سائلين الله عز وجل أن يتغمد روحه الطاهر في جنانه"، و"نعزي خادم الإمام الحسين الشيخ زمان الحسناوي بوفاة أخيه المغفور له المأسوف على شبابه رضا الحسناوي سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان ويسكن فقيده فسيح جناته".