تحت عنوان "لماذا بلع عقاب صقر لسانه أمام "إهانات" سامي الجميل؟" كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": شكلت إطلالة النائب عقاب صقر مع الزميل مرسال غانم في برنامج "كلام الناس" على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، خطوة إضافية في مسيرة الدفاع عن سلوك الرئيس سعد الحريري في السلطة، وفي محاولات إقناع اللبنانيين عموما والسنة خصوصا بالتنازلات التي يقدمها، وذلك بعد الشعارات التحريضية سياسيا ومذهبيا التي رفعها الحريري عندما كان خارج الحكم، وكان النائب صقر رأس حربة في الترويج لها لا سيما فيما يتعلق بـ"اللاءات الحريرية الشهيرة" في وجه حزب الله والتي تحولت كلها الى "نعم".
لم يكن عقاب صقر نفسه في "كلام الناس"، بل تقمّص شخصية لا تشبهه فلم ينجح في تأدية الدور المعطى له، خصوصا بعدما أمضى ست سنوات من ولايته النيابية على الحدود السورية لتقديم "الحليب والحفاضات للنازحين"، وبين العواصم الغربية للتحريض على حزب الله والتيار الوطني الحر، فانقلبت مصطلحاته السياسية الجديدة ضده وضد الحريري، لا سيما فيما يتعلق بربط النزاع مع حزب الله، والتعاون مع التيار الوطني الحر، وتبرير التعاون مع الحزب والتيار لتثبيت الاستقرار في البلاد، هذا الاستقرار الذي وضعه صقر في مهب الريح عندما كان تياره خارج الحكم.
اللافت أن كل "العنتريات" التي أظهرها صقر خلال حديثه، والتي كانت فقط على أهل السنة، غابت تماما أمام رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي لم يتوان عن توجيه أكثر من إهانة الى صقر عندما إتهمه بالكذب، وبقوله له "روح إنضب"، وبرفضه الدخول معه في مناظرة، كونه رئيس حزب، وإذا أراد الدخول في مناظرة فتكون مع رؤساء الأحزاب أو مع زعيم صقر، وليس مع "عقاب صقر".
وبالرغم من تحريض الزميل مرسال غانم لضيفه صقر من أجل الرد على الجميل، منبها إياه الى أنه وجه له إتهامات وإهانات، إلا أن صقر آثر أن يبلع لسانه وأن يلعب دور "الحمل الوديع" مع رئيس حزب الكتائب، بعدما لعب دور الصقر على أهل السنة، الأمر الذي أثار إستغراب الكثيرين الذين فتشوا عن الأسباب التي جعلت صقر بهذا الهدوء والضعف.
تتردد معلومات أن صقر كان أسرّ للجميل بأنه ليس راضيا عن التسوية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وعن الآداء السياسي للرئيس الحريري، منتقدا أمامه التنازلات التي يقدمها رئيس الحكومة أمام التيار الوطني الحر وحزب الله، إضافة الى إنتقاداته لوزير الداخلية وعلاقاته المتوترة مع نادر الحريري، لذلك بدأ سامي الجميل حديثه مع الزميل مرسال غانم بالقول: "كنا نعتقد أن موقف النائب صقر سيتناغم مع موقفنا، لكننا فوجئنا بما قال".
وتتردد معلومات أيضا، أن صقر يخشى من أن يكون كبش الفداء لهذه التسوية بعد الاساءات الكبرى التي وجهها سابقا للتيار الوطني الحر، ومن أن يتخلى الحريري عن ترشيحه في الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصا في ظل التوتر القائم بينه وبين الدائرة المحيطة برئيس الحكومة، لذلك فقد أصيب بالارتباك عندما سُئل عن ترشيحه، فأجاب بأن “هذا الأمر بيد الحزب وعندما إستوضحه الزميل غانم عما إذا كان يقصد حزب الله، إستدرك ليقول كلا إن الأمر بيد تيار المستقبل.
من هنا يبدو أن صقر خشيَ من إثارة غضب النائب سامي الجميل أكثر من اللازم، فيكشف ما يعرفه عن موقفه الحقيقي من التسوية ومن آداء الحريري، فيدفع ثمن ذلك إستبعادا عن الانتخابات، في وقت هو أحوج ما يكون فيه الى الحصانة النيابية!
في الخلاصة، يمكن القول إن عقاب صقر أشعل مواقع التواصل الاجتماعي ضده وضد تيار المستقبل وزعيمه، حيث إنتقد المغردون محاولاته تبرير التنازلات، وأبرز ما جاء في هذه التغريدات أن "سعد الحريري لا يستقوي إلا على أهل السنة، وقد دفع هذه المرة بالنائب الشيعي عقاب صقر للقيام بهذه المهمة".