كتبت ناتالي إقليموس في صحيفة "الجمهورية": "من لغز إلى آخر! عبثاً تمضي محكمة التمييز في المحكمة العسكرية في استجواب شهود لمعرفة كيف خرقت رصاصة مسدس حسن حميه فاه الشابة إيليان صفطلي وأردتها قتيلة على الرصيف أمام الملهى في الكسليك. إستمعت المحكمة إلى 4 شهود في جلسة 29 حزيران، وكانت النتيجة إفادات متضاربة. وأمس إستجوبت 5 شهود آخرين لتزيد القصة تعقيداً. بعد لغز إطلاق المتهم حسن حميه من السجن وهو لا يزال قيد المحاكمة، وفيما لا تزال المحكمة تحت تأثير الصدمة، تكشَّف لغزٌ آخر نتيجة تضارُب بين عيار الرصاصة التي خرقت فاه المغدورة وبين رصاصة المسدس الذي استخدمه القاتل.واصلت أمس محكمة التمييز في المحكمة العسكرية الإستماع إلى الشهود في قضية مقتل الشابة إيليان صفطلي على يد الفار حسن حميه، أمام ملهى ليلي في الكسليك في 12 كانون الثاني 2015.
قرابة الحادية عشرة صباحاً، إفتتح رئيس محكمة التمييز القاضي طاني لطوف الجلسة في حضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي غسان خوري، ونادى بداية على حسن أحمد حميه، وكان الجواب المتوقع، نظراً إلى ان حميه يُحاكم غيابياً، «لم يحضر سيدنا».
ثم نادى على المدعى عليهما الرقيب أول طالب علي حميه وياسر محمد حميه الذي لم يحضر، «لأنه نقل والدته إلى المستشفى»، بحسب ما قاله طالب.
فطلب المحامي العام محاكمة ياسر محمد حميه أصولاً نظراً إلى أنه كان حاضراً في الجلسة السابقة. بعدها وصل وكيل الدفاع عنهما المحامي شربل طرابلسي الذي كانت قد عيَّنته نقابة المحامين.
وانتقل لطوف لاستجواب الشهود الحاضرين بينهم إبراهيم سماحة، الذي أقسم اليمين.
• لطوف: أين كنت يوم الحادثة؟
- سماحة: كنت في منزلي حين دعاني ياسر حميه للسهر معه في ملهى طربيه، فذهبنا ومعنا لارا مزبودي وشربل خوري بسيارة الأخير. وعند دخولنا الملهى كان طالب وأشخاص آخرون لا أعرفهم ولا أذكر عددهم، ثم ما لبثت أن غادرت، لأن الاجواء لم تُعجبني، وكان عندي خدمة عسكرية في اليوم التالي، فغادرت بمفردي. وعرفت بالحادثة في اليوم الثاني عند عودتي من العمل، أهل ياسر حميه أخبروني بالحادثة، نظراً الى أنهم جيراني، وشخصياً لم أكن أعرف المغدورة.
بعدها نادى لطوف على شربل خوري، وطلب منه أن يُقسم اليمين.
• لطوف: هل تعرف سماحة؟ وأخبِرنا يوم الحادثة، أين كنت؟
- خوري: كنت أسهر في ملهى طربيه في جونيه، يوم الحادثة ذهبت وإبراهيم سماحة ولارا مزبودي التي أعرفها من خلال خدمتي السابقة في منطقة الشويفات. ذهبنا بدعوة من ياسر ومعه طالب ومجموعة من الرفاق لا أعرفهم. خلال السهرة، غادر إبراهيم سماحة قبلنا بنصف ساعة، وبقيتُ أنا ولارا مزبودي والمجموعة، وكنا نتناول الكحول وبقينا حتى الثانية والنصف ليلاً.
بعدها أبلغني ياسر أنهم قرروا الإنتقال للسهر في الأوبشن. فانطلقوا بسيارتهم وأنا ولارا بسيارتي، ولكن خلال الطريق، إختلفنا، ووقع شجار بيني وبينها، وما إن وصلنا إلى مدخل ملهى الأوبشن، قلت لها لا أريد السهر، وإن كنتِ ترغبين فلتترجّلي من السيارة، عندها طلبت مني أن أعيدها إلى منزلها، وعليه لم ندخل مطلقاً إلى الملهى، وعرفت بالحادثة من إبراهيم في ثاني أو ثالث يوم.
هي إتصلت بنا
ثم انتقل لطوف للاستماع إلى محمد صفوان، الذي كان يعمل مصفِّفاً للشعر في أفريقيا، وعاد منذ نحو سنة ونصف السنة قبل وقوع حادثة مقتل ايليان صفطلي، بعدها انتقل للعمل عند أولاد عمِّه في متجر للأدوات المنزلية في الشياح.
• لطوف: «من وين بتعرف إيليان»؟ وأين كنت يوم الحادثة؟
- صفوان: المرحومة صديقة خطيبتي كارول ضاهر، ولم ألتقِ بها إلّا مرّتين، وسبق لنا أن سهرنا في المكان نفسه الذي قُتلت فيه. لمناسبة عيد ميلادي، دعاني وخطيبتي كارول ضاهر، صديقي وجاري طلال أيوب إلى العشاء في منطقة البوار قرابة السابعة مساء، وعندما انتهينا، لبّينا دعوة صديقة خطيبتي، نورما بطيش، التي تُقيم في أدونيس. وعند العاشرة والنصف غادرنا للسهر، وفي الطريق، إتصلَت المغدورة إيليان صفطلي بخطيبتي كارول، قائلة: «إذا بدكُن تِسهروا بِسهر ومعي رفيقتي».
فوافقنا جميعنا على السهر وأكملنا طريقنا إلى عين الرمانة في سيارة طلال، واصطحبنا معنا إيليان ورفيقتها لينا رمضان، ومضينا إلى ملهى الأوبشن. خطيبتي تعرف صاحب الملهى ناجي رفول والمدير فادي قطان، إتصَلت وحجَزت.
سهرنا حتى الثالثة والنصف فجراً، وبينما كنّا نهمّ بالمغادرة، دخل حسن حميه ومعه 4 أشخاص لا أعرفهم، ووقف على مدخل الملهى، وكان يتحدث مع مدير الملهى، ثم توجّه طلال أيوب نحوهم، وبعدما دار نقاش بينهم، عاد طلال إلى الطاولة حيث نجلس، وغادر حسن حميه.
وعندما قررنا المغادرة، صعدنا الدرج الطويل للملهى، وكان طلال يمشي أمامي، وحسن حميه يصرخ على طلال مُعترضاً على عدم السماح له بالدخول للسهر، فاقتربتُ مخافة أن يشتبك حسن وطلال، فيما الصبايا الثلاث يقفن في الخلف تحت لوحة الملهى على رصيف يعلو متراً ونصف المتر.
إبتعد حسن حميه قليلاً، لكنه عاد مُصرّاً على النزول إلى الملهى، وأبلغني: «بدّي كسِّرلن الآرمة»، وما لبث أن سحب مسدسه عن خصره وأطلق النيران فوق رأسي وأنا أمامه على بعد متر، أطلق طلقتين، فعلَت صرخة الفتيات، إلتفتُّ فوجدتُ لينا تسند إيليان، ظننتُ أنها غابت عن الوعي خوفاً، فركضت نحوها، وما لبثت أن فارقت الحياة، وانتبهت أن دماءً تسيل من فمها، فمدَّدتُها على الأرض".