عشقها سنوات، منحها وقته واهتمامه على الرغم من أنه كان يتوقع أنها ستكون قاتلته، هو رامي دامر ابن الطريق الجديدة، الشاب الذي فارق الحياة في الثامن من هذا الشهر أثناء قيادته دراجته النارية على طريق العاقبية الجنوبية. 

فرحة لم تكتمل

استفاق رامي (27 عاماً) يوم الأحد ما قبل الماضي، جهّز نفسه للانطلاق في رحلة مع أصدقائه على دراجاتهم في موكب أطلق عليه "overdose"، سأل محمد والده إن كان يرغب في مرافقتهم، وبحسب ما قاله الأخير لـ "النهار": "رفضت الذهاب هذه المرة معهم، كانت وجهتهم طرابلس، لكن رامي طلب تغيير الرحلة؛ انطلقوا جنوباً، كان شبح الموت ينتظره هناك"، وأضاف: "لم يكن سبب وفاة فلذة كبدي الدراجة النارية، بل وجود هوّة في الطريق".

قبل يومٍ من الحادث اللعين اتصل محمد بابنه كي يطمئن إليه بعدما علم بوقوع حادث سير على طريق الكسليك، وأشار: "قال لي أن أطمئن، وأنه موجود في منطقة برج أبي حيدر، كأني كنت أشعر بأنّ أمراً مريباً سيصيبه عما قريب"، ولفت: "قبل أربعة أشهر اشترى رامي دراجته النارية، فرح بها كثيراً، لكنها للأسف أنهت حياته وفرحته، حُرمنا ضحكته وعفويته، طيبته وشجاعته".

طرق الموت

"الأوتوستراد الذي توفي عليه رامي معروف لدى سائقي الدراجات النارية بوجود هوّة في منتصفه" بحسب ما قاله صديقه محمد المصري لـ "النهار"، مضيفاً: "إذا كان الشخص مسرعاً على دراجته ومرّ فوقها فلا يمكنه السيطرة على الدراجة، وهذا ما حصل مع رامي الذي طار أمتاراً قبل أن يصطدم بباص للركاب ويتوفى على الفور، نقل إلى مستشفى الراعي قبل أن ينقل إلى مستشفى المقاصد ليوارى في الثرى في اليوم التالي".

"ليس كل من ركب دراجة نارية يعني أنه درّاج، هناك أسس وقوانين يجب اتباعها أهمها الحماية والوقاية إن كان باللباس أو بالسياقة، أي أن يكون الدراج متمرّساً مع ضرورة الانتباه إلى الغير قبل نفسه، فقد يكون الإنسان واثقاً من ذاته لكن لا يعرف العنصر الغريب" بحسب ما قال سام حسنه مؤسس مجموعة “I am a biker, not a criminal” لـ"النهار"، مشيراً إلى أنّ "رامي من أشهر الدراجين في لبنان ليس هاوياً أو متهوراً، لكن طرق لبنان غير المؤهلة لقيادة الدراجات لا بل السيارات أفقدتنا مئات الشبان"، ولفت: "الحفر والمطبات وعدم وجود الإنارة على الطرق، أسباب لحوادث عدة شهدناها راح ضحيّتها مواطنون على مدى أعوام".

إلى متى؟

"كان رامي من الأشخاص الملتزمين القوانين والإشارات التي تعطيها المجموعة في موكب الدراجات النارية"، وشرح حسنه: "يوجد قائد للموكب، وعناصر للسلامة على أطرافه للانتباه إلى أيّ خطر يحدق بالدراجين، كما هناك إشارات تتبع عند المفاجأة بأمر ما، فإذا وجدت حفرة على جهة اليمين تُمدّ القدم إلى اليمين، رفع اليد ووضعها على الخوذة من جهة اليمين يعني أنّ هناك خطراً من تلك الجهة، عدا عن إشارات تخفيف السرعة وغيرها".

هوّة كلّفت رامي حياته، أطفأت شمعته، مشعلة نار الفقدان في قلب عائلته، فمتى يتم تأهيل طرق لبنان؟