طرحت أوساط سياسية لبنانية عدة تساؤلات حول أهداف رئيس التيار الوطني الحر جبران الذي يُصر على سلك سياسة تصادمية سواء مع الحلفاء أو الخصوم، خصوصًا بعد الإنتقادات التي وجهها باسيل لعدد من القوى السياسية البارزة وعلى رأسها القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الإشتراكي، ما عزز المخاوف من وجود توجه لنسف تفاهم معراب، وكذلك الإنقلاب على المصالحة التي تمت في العام 2000 بين الدروز والمسيحيين في سياق ما يُعرف بـ"مصالحة الجبل".
وتقول أوساط قريبة من القوات اللبنانية نقلاً عن صحيفة "العرب"، "إن رئيس التيار الوطني لم يتعامل يومًا مع القوات من منطق الحليف، أو حتى على أساس وجود وثيقة تفاهم بينهما، وأن الحسابات الضيقة هي ما ترسم سياساته".
ولفتت إلى "أن الإنتخابات النيابية هي التي تقف خلف هذا التصعيد من طرف رئيس التيار البرتقالي، خاصة وأنه إلى الآن لا توجد بوادر عن اتفاق على لوائح مشتركة بين الجانبين".
ويتفق الكثيرون على "أن باسيل نجح وارتقى بفضل دعم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وهو اليوم يسعى لأن يكون خليفته ووريثه السياسي في زعامة مسيحيي لبنان".
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى "أن إعادة تطرق باسيل لمسألة مصالحة الجبل، أدى إلى استفزاز الحزب التقدمي الإشتراكي أولاً، والقوات اللبنانية والكتائب ثانيًا، حيث سارع كل من القوات والكتائب إلى التأكيد على أنه لا مجال للعودة إلى الوراء، وأنه لا بد من الكف عن النبش في الماضي".
ويرى مراقبون "أن سلوك باسيل بالتأكيد سيُلقي بظلاله على العلاقة بين القوات والتيار، ولكن أي من الطرفين لا يُريد العودة إلى ما قبل اتفاق معراب، لأن فيه مصلحة مشتركة، ولأنه في خضم خلافاتهما الإستراتيجية، والتي يعتبرانها "تكتيكية" يبقى الطرفان محافظين على خط الرجعة، في ضوء التقلبات الإقليمية".