إستقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في دارته بطرابلس الرئيس أمين الجميل وكان عرض للأوضاع الراهنة على الساحة اللبنانية.
وقال الرئيس الجميل إثر اللقاء: "من الطبيعي عندما نزور طرابلس من الضروري أولا أن نأخذ بركة سماحة المفتي الشعار وهو من المقامات الكبيرة على الصعيد الإسلامي في لبنان وهو محط كل تقدير واحترام من الشعب اللبناني ليس فقط من أهل طرابلس والشمال فقط بل من كل لبنان، ولذلك هناك احترام كبير وتقدير لكل جهود سماحته على الصعيد الوطني وعلى الصعيد العربي والإسلامي".
وأضاف: "دائما سماحته هو رائد الإنفتاح والإعتدال والتفاعل مع كل الكيانات والفئات، لذلك من الضروري دائما التواصل مع سماحته حتى نستنير من أفكاره واقتراحاته ونستشيره في القضايا الوطنية الكبيرة لأن قلبه كبير ويلم بكل الشؤون ولديه واجبات وطنية ومشاعر واقعية تجاه هذا الوطن الذي نعيش فيه، وأعتقد أن لدى سماحته أفكارا مفيدة تساعدنا لتكوين فكرة صحيحة وكذلك اقتراحاته نأخذها بعين الإعتبار في كل عمل سياسي أو وطني".
وتابع: "من المؤسف أن لبنان يعاني حاليا مصائب كبيرة وكلنا يعرفها، ويتساءل الإنسان إلى أي حد السيادة ناجزة في البلد، عندما يكون القرار الوطني مصادر بهذا الشكل؟ وتكون هناك هذه الضغوطات التي تمارس على السلطة السياسية وعلى الواقع الوطني ككل؟ عندها لا شك أن الإنسان يكون غير مطمئن للواقع السائد على الصعيد الوطني ، وأعتقد اننا وسماحته لدينا المخاوف نفسها على هذا الصعيد".
وقال ردا على سؤال: "أنا لا أريد أن أكون متفائلا أو متشائما، هذه الكلمات لا أستسيغها، فالتفاؤل يؤدي بالإنسان إلى عدم العمل أما التشاؤم فيؤدي به إلى الإستسلام. نحن مصممون أن نذهب إلى النهاية فبلدنا لن نتركه، لقد مر بصعوبات كبيرة من الإستقلال إلى اليوم وإنتصر عليها، وبقدر ما يكون الإنسان مصمما بقدر ما يكون لديه القدرة للانتصار على الواقع الذي نعيشه والتصميم يعطي الإنسان الأمل بالمستقبل وبالحلول التي بالنهاية ستنقذ البلد".
وختم: "لقد مر الشعب اللبناني بصعوبات كبيرة وهي ليست المحنة الأولى او التجربة الأولى وليست المعاناة الأولى التي يمر بها البلد، فقد أظهر الشعب اللبناني المقاومة للحفاظ على سيادة وطنه أولا، وثانيا أن لديه شعورا بالمسؤولية ودائما كان يلتف ويتعاون مع بعضه البعض، ونعرف كيف أنه في كل مرحلة كان الشعب اللبناني يلتقي على مسلمات ومقدسات وثوابت من شأنها إنقاذ البلد وتؤسس لمستقبله".
من جهته، قال المفتي الشعار: "طبعا الرئيس الجميل يشرف طرابلس، وطرابلس هي واحدة من المدن التي له علاقة فيها وبأبنائها وبرجالاتها في الماضي والحاضر، وأنا أعتقد أن فخامة الرئيس قيمة وطنية وثقافية بالدرجة الأساسية، ولذلك دائما يدور الحوار مع فخامته بهذين الموضوعين على قدم وساق، فعندما أتحدث عن القيمة الثقافية يعني بأننا نحتاج إلى قفزة نوعية في وطننا ومجتمعنا لا يمكن أن تتحقق إلا إذا عم الوعي والوعي لا يتحقق إلا بالثقافة الوطنية، والذي دار معنا بكل صدق هو في هذين الإطارين على وجه التحديد".
وأضاف: "لبنان شعبه طيب أصيل، ونحن لا نخاف لا على لبنان ولا على شعبه، شعب لبنان لا يخاف عليه ولا نخاف منه، نحن نخاف من شيء واحد أن يأتي ولاء بعض اللبنانيين إلى غير الوطن أو يضعف ولاؤهم للوطن، الولاء لغير الوطن هو خروج عن الإنتظام العام، هو خروج عن الإنتماء إلى هذا الوطن الذي أعطانا السيادة والحرية والكرامة والذي أعطانا أكثر مما يعطي اي بلد في العالم لأبنائه، لبنان هذا البلد العريق، شعبه في هذا المستوى، وفخامة الرئيس من المميزين في إنتمائه الوطني والثقافي، ولذلك أخذت منه الكثير كخطوات نقوم بتحقيقها في أيامنا القادمة بإذن الله تعالى، وحياه الله ومرحبا به وأنا أستأذنه لأقدم له هذا الكتاب الذي هو شيء من ما قمت به خلال فترة الإفتاء التي تشرفت".