السيد الرئيس:
عذراً من نوَّاب الأمة، فلا أقصد الإعتداء على إختصاص السادة النوَّاب، ولكن من حق أي مواطن أن يساهم ويشارك في وضع حلول لأزمة البطالة في لبنان، نتيجة الوضع الإقتصادي ووصوله إلى هاويةٍ عميقةٍ وسحيقة، جعلت من الشعب اللبناني أفقر من فقراء الصومال والسودان والهند وبلاد أخرى، لا يحيا فيها إلا الفقر، ولا يسود فيها إلا فقراء أكل لحومهم ذباب الأغنياء.
السيد الرئيس:
باعتباري رجل دين مسلم من فقراء الحوزة العلمية، أقترح تعزيز التعليم الديني بإلغاء المعاهد والمدارس والجامعات كونها لا تخرِّج إلا طلابًا لا فُرص عمل ينتظرهم، بل مقاهٍ ترحب بهم رغم جيوبهم الفارغة، في حين أنَّ الحوزات الدينية تخرِّج طلابًا لهم ما لهم من حقوقٍ لازمةٍ على الأمة، فتنتظرهم ألقاب ومناصب ورُتب ومسؤوليات وأموال وحشم وخدم، ففقيرهم ومَن هو مثلي يستطيع أن يعيش مرتاحًا ولا يعاني مما يعاني منه الناس، وأستطيع ورغم إمكانياتي البسيطة والمتاحة من بناء منزل وتأمين سرير لي ولعائلتي في المستشفى، وطاولة لعائلتي في المدارس، وتوفير سيارة وما يحتاجه الإنسان الذي ينتمي إلى الطبقة الوسطى، وأنا العبد الفقير الذي لا أتقاضى راتبًا من أحد، ولا أستفيد من المال الحلال، ولا يقترب مني المال الحرام، فما هو حال المنتظمين في صفوف المال الحلال ومن روَّاد العمل السياسي ممن يملكون مفاتيح هارون ومُلك سليمان، ويعيشون بحالةٍ من البذخ والإسراف المُحرَّم في شرع الله.
من هنا... ونتيجة لتجربة رجال الدين في لبنان، أقترح على المجلس الموقَّر إغلاق باب الجامعات، وفتح المزيد من الحوزات على كافة مساحة الوطن كي يزدهر أكثر تجارة الدين والأديان، ويتكاثر رجال الدين كالفطر، وهكذا يصبح العباد كلهم رجال لدين الكنيسة والحسينية والمسجد، ويصبح لبنان بلدًا يُقدِّم الخدمات الدينية بعد أن كان بلدًا يعتمد الخدمات السياحية لكسب رزقه.
السيد الرئيس:
آمل منكم النظر في اقتراحنا هذا بعين الإعتبار، بغية الخروج من نفق الجامعات إلى نور الحوزات العلمية.
عشتم وعاش الدين والوطن.
حِّرر بتاريخ: 20/ أكتوبر/ 2017 م.
الإمضاء : مؤسِّس الحوزات الدينية: حسن البصري.
وأما بنعمة ربك فحدِّث...