نحو موازنة العام 2018 تدور بوصلة العمل الحكومي بدءاً من الأسبوع المقبل على الطريق نحو إعادة الروح والانتظام إلى هيلكية مالية الدولة، بعدما نجح تضافر الجهود التنفيذية والتشريعية في وقف الاستنزاف المزمن للإنفاق خارج الإطار الدستوري والقانوني على مدى 12 عاماً، مع طي صفحة موازنة العام 2017 أمس من خلال إقرارها في مجلس النواب بأكثرية 61 صوتاً مقابل معارضة 4 نواب وامتناع 8 عن التصويت، على أن تتولى وزارة المالية إنجاز «قطع الحساب» خلال مهلة سنة. وتجديداً للعهد في استكمال «مسيرة بناء الدولة والمؤسسات»، شكلت الذكرى الخامسة لاغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن «الأخ والرفيق» في هذه المسيرة، مناسبةً لتأكيد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري «إكمال الطريق لإحقاق الحق وقيام الدولة»، معاهداً الشهداء وذويهم بملاحقة القتلة «الجبناء» بقوله إثر زيارته ضريح اللواء الشهيد ومرافقه أحمد صهيون: «لن ننسى هذه القضية بل سنحملها حتى النهاية، فمن اغتال رفيق الحريري أو وسام الحسن هم جبناء ارتكبوا هذه الجريمة للنيل من هذين الرجلين اللذين قدما الكثير للبلد، فيما هم يريدون للبنان أن يخسر».

وفي حديثه الى الصحافيين، لفت الحريري إلى أنّ الشهيد الحسن كان بالنسبة إليه «أخاً وخسارته على الصعيد الشخصي كانت كبيرة جداً، لكنها أيضاً خسارة أكبر على الصعيد الوطني لأنه كان رجل القرار الذي عمل فعلاً لحماية لبنان من كل ما يحدق به من أخطار»، متوجهاً بالعزاء إلى «عائلة اللواء الشهيد وأبنائه وزوجته ووالديه وأخوته» وسط تجديده التأكيد على كون الخسارة كبيرة جداً «للبنان ككل».

مجلس الوزراء

واليوم يستأنف مجلس الوزراء دورة عمله الإنتاجية تفعيلاً لعجلة الدولة ومؤسساتها، فيعقد جلسة في قصر بعبدا على جدول أعمالها 60 بنداً تتمحور حول مشاريع وملفات حيوية واقتصادية وإنمائية ومعيشية كشفت «المستقبل» النقاب عنها في عددها أمس، لتعود أمانة مجلس الوزراء خلال الساعات الأخيرة إلى إلحاق بنود أخرى بالجدول يتناول أبرزها إقرار سلة تعيينات تنعش المستشفيات الحكومية. وأوضحت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنه سيُصار خلال جلسة اليوم إلى تعيين رؤساء وأعضاء مجالس إدارات ومديرين ومفوضي الحكومة في 7 مستشفيات حكومية ستكون حصة النساء فيها 30% حسبما أصرّ رئيس مجلس الوزراء أثناء تحضير وزارة الصحة لإنجاز هذه التعيينات. 

وإذ نوهت بهذا الإنجاز الجديد لكون المواقع التي سيتم ملؤها في هذه المستشفيات الحكومية كانت شاغرة منذ سنوات عدة وبعضها استمر الشغور فيها منذ العام 2003 بسبب الخلافات والنزاعات السياسية، كشفت المصادر أنّ التعيينات ستشمل مستشفيات بيروت (الكرنتينا)، طرابلس، فتوح كسروان، سبلين، الياس الهراوي، صيدا وجزين.