"ما بعرف من وين استمدّيت القوة لدافع عن نفسي وأوقف على إجريي حوالى 10 دقائق وانا عم اتعرض للضرب بمفك براغي ومفتاح جنط"... كلمات قالها بول البستاني لـ "النهار" من على سريره في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الدكتور منذر الحاج- الجية، بعدما أنقذته العناية الإلهية من بين يدي شاب، فرّغ إجرامه ووحشيته عليه، مزّق رئته ومعدته ومجرى هوائه.
ملامسة الموت
عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين الماضي، لامس بول الموت، بعدما كان عائداً من الجامعة اللبنانية - الأميركية LAU في بيروت، حيث يدرس سنة اولى إدارة أعمال. وقال لـ"النهار": "أوصلني سائق الأجرة الى جسر الدامور، نزلت لاكمل طريقي سيراً الى المنزل، مرت دراجة نارية من امامي، يقودها شاب يبلغ نحو الخامسة والعشرين، نظر إلي، قبل أن يتوقف على بعد أمتار قليلة، أكملت طريقي من الجهة الاخرى، بدأ يمثّل أنه يصلح الدراجة، نده لي، علمت من نبرة صوته أن أمراً مريباً سيقع، وقف حاملاً مفك براغٍ بيد وجنطاً باليد الاخرى، احترت ماذا يجب علي أن افعل، هل أهرب أم أضربه، أخذت قراري وركضت لابتعد عنه، لكنه لحق بي على دراجته، حملت حجرين بيدي، ضربته بهما، اصيب بيده، قبل أن ينزل عن دراجته ويبدأ بضربي وشتمي".
السرقة ليست الهدف
لم يطلب الشاب الذي يظهر كما قال بول إنه "غير لبناني" المال، وأشار "انا من سألته ان كان يأخذ مئة الف ليرة ويتوقف عن ضربي، عندها قال أعطني اياها من دون ان يتوقف عن وحشيته، لم يفسح لي المجال أن اسحب محفظتي من جيبي، استمر الحال على ما هو عليه نحو عشر دقائق، اذ بعدها انتهزت فرصة توجهه الى دراجته لجلب مزيد من عدّة وضعها في علبة، بدأت في الصراخ، صودف مرور سيارة في المكان، اذ ان الارض التي كنت فيها بور، ساعدني السائق، اصطحبني الى مستوصف في الدامور قبل أن أنقل الى مستشفى الجية".
8 ضربات تركت أثرها في جسد ابن الدامور، ثلاث منها خطيرة، في رئته ومعدته وتحت قلبه، أدخل بسببها الى العناية الفائقة. ويتابع "وضعي الصحي الآن افضل، سأخرج من العناية الفائقة اليوم، الواضح أن الشاب كان يريد قتلي، فليست السرقة دافعه الى ضربي، احمد الله اني ما زلت على قيد الحياة، وان عائلتي لم تحرم مني، فليس لي سوى شقيق توأم".
استنفار الاجهزة الامنية
ابن عمة بول، نايف بطحاني طالب عبر "النهار" الاقتصاص من المعتدي والتشدد بمعاقبته، مضيفاً: "على الدولة زرع كاميرات مراقبة في جميع المناطق وتسيير دوريات في الليل والنهار لردع المجرمين".
مخفر السعديات فتح تحقيقاً بالقضيةـ، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ "النهار": "أجهزة أمنية عدة تتابع الموضوع، لكن لسوء الحظ أن المنطقة التي ضرب فيها بول غير مأهولة، خالية من كاميرات المراقبة، ومع هذا نقوم بالبحث عن كاميرات قريبة من مكان وقوع الحادث".
كُتب لبول الحياة من جديد، لكن السؤال: الى متى سيبقى الإجرام مستشرياً في لبنان؟