لفت نائب الامين العام لـ"​حزب الله​" ​نعيم قاسم​ في كلمة القاها خلال تخريج ​الطلاب​ الثانويين في ثانوية المصطفى الى أن "​الرئيس الاميركي​ ​دونالد ترامب​ حاول أن يتراقص على مشاعر الناس، وأن يبرز نرجسيته، وأن يضغط على أعصاب العالم في ​الشرق​ و​الغرب​ تحت عنوان أنه صاحب قرار وسيتخذ القرار"، مشيرا الى أنه "تبين أن ترامب رئيس أكبر دولة في العالم وأقوى دولة في العالم، لا يلتزم المواثيق والعهود، ويعاني من فشل ​أميركا​ في عدد من ملفات المنطقة، ويريد فرض سياسات أمريكا بالقوة على حساب شعوب المنطقة لكنه فشل ولن ينجح"، مضيفاً: "اليوم ترامب بنظر العالم وبنظر شعبه الأميركي ناكثٌ للعهود، عدواني ومستبد، فهو ظالم بكل ما للكلمة من معنى، وسيسقط بعد حين".
وأشار الى أن "ترامب قدم للعالم مبررات واهية و​كاذبة​ من أجل إسقاط الاتفاق النووي، وقال بأن ​إيران​ لم تلتزم بالنووي، وقالت وكالة ​الطاقة الذرية​ وكل دول العالم الكبرى بأن إيران التزمت، ولكنه يريد أن يبحث عن مخرج لإخفاقاته، فموقف ترامب هو موقف سياسي، هو لا يتحمل إيران قوية تدافع عن شعبها وحدودها وتتقدم علميًا واقتصاديًا، وهو لا يتحمل ​سوريا​ المنتصرة أن تعود موحدة وتحافظ على موقعها المقاوم وتعيد ​البناء​"، لافتا الى أن "ترامب لا يتحمل حزب الله الرادع ل​إسرائيل​ والمانع من قدرتها على فعل ما تريد والهازم لإمارات التكفير بألوانها المختلفة، والرافع لواء المقاومة"، مؤكدا أن "صراخ ترامب الكبير والمرتفع هو تعبير عن عجزه عن فرض سياساته على محور المقاومة، بكل وضوح: يستطيع ترامب أن يهدد وأن يوتر العالم وأن ينشر القلق ولكنه لا يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية، فستبقى جبهة المقاومة حامية لشعوبها وحاضرة في الساحة حتى ولو صرَّح ترامب ليل نهاره بالنسبة إلينا إسرائيل عدو وستبقى كذلك، والأرض المحتلة يجب تحريرها وسنعمل على تحريرها، و​الإرهاب​ التكفيري مرفوض وسنرفضه وسنقاتله حتى نخرجه تمامًا من كل منطقتنا".
وشدد على أن "أميركا تحولت الى خطر على الامن العالمي، ولقد استفزت بمواقفها من النووي كل حلفائها، لم يبق أي حليف لها يوافق ترامب على ما يقوم به"، مضيفا: "خيرٌ لأميركا وللعالم أن يُعزل ترامب من منصبه وإلاَّ هي كارثة على أميركا أولًا وأخيرًا، وليست كارثة علينا لأنه بالنسبة لنا نحن صامدون وثابتون"، لافتا الى أننا "انتصرنا حين اجتمع كل العالم وراء إسرائيل، وهزمنا إسرائيل وأخرجناها من ​لبنان​، وهزمناها في تموز سنة 2006 ولم يكن معنا من العالم إلاَّ القليل القليل، ولكن إسرائيل هُزمت هزيمة إلهية حقيقية. وهزمنا التكفيريين الذين استقدموهم من أقطار الأرض كافة، ولم يتمكنوا من حمايتهم ولا من تحقيق أهدافهم عبرهم ، وسننتصر لحقنا وتحرير أرضنا، لأننا نملك الإرادة وقوافل المجاهدين، والله معنا"، مشددا على أن "الوحيدين الذين أيدوا ترامب هم إسرائيل و​السعودية​ و​الإمارات​ و​البحرين​"، ومضيفا: "تشكيلة الإخفاق الدولي وتشكيلة المستبدين تجتمع مع بعضها، وكل العالم على اختلاف تلاوينه وأفكاره لا يوافقهم، ألا يدل هذا على أنهم في الحضيض الثقافي والسياسي والأخلاقي والمشاريع التي يحملونها؟!".
وأكد أن "لبنان أصبح بعد المعادلة الثلاثية ​الجيش​ والشعب والمقاومة وبعد الانتصارات أكثر حصانة في مواجهة المؤامرات الخارجية"، لافتا الى أن "نجاح لبنان ضد إسرائيل أعطاه قوة الصمود و​الاستقلال​، ونجاحه ضد الإرهاب التكفيري حصَّنه من ​الفتنة المذهبية​ وعدم الاستقرار، لم تعد الاتهامات ضدنا تُطعم خبزًا، والتحريض المذهبي يخنق أصحابه، والدفاع عن التكفيريين مذلة، والتعليمات الخارجية لبعض من في الداخل عبء على المأمورين بها ولا يمكنهم أن يحققوا شيئًا"، مؤكدا أن "لبنان استعاد عافيته بانتخاب ​رئيس الجمهورية​ وانتظام عمل المؤسسات، وساعد على ذلك إقرار ​قانون النسبية​ المبني على التمثيل النيابي بالمنافسة الشعبية، هنا لم تعد اليافطات الفضفاضة تنفع، يجتمع عدد قليل من الأشخاص يرفعون ​يافطة​ ويقولون: نحن نمثل الشعب!! ولم يعد الظهور الإعلامي المكثف ينفع، الجواب داخل صناديق الاقتراع، فمن يدَّعي تمثيل الناس عليه أن يُبرز عدد الأصوات التي سيحصدها، قانون النسبية ليس محدلة، لكن كل واحد إذا لم يكن لديه تمثيل وعدد من الناس يؤمنون به، لا يمكن أن يكون في ​المجلس النيابي​، على كل حال هذا القانون النسبي سيفرز أحجام القوى الحقيقية وسنرى من يمثل الناس وكم يمثل؟ وعندها نستطيع أن نقف جميعًا في الميدان ونعبر عن مدى هذا التمثيل".