توقع باحث إسرائيلي بارز أن تسعى روسيا لتوفير الظروف التي تدفع إسرائيل لشنّ حرب ثالثة ضد حزب الله لخدمة مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
وقال الدكتور ديما أدمسكي، الباحث في "المركز المتعدد الاتجاهات" في هرتلسيا، والذي يعد أهم المختصين في مجال التفكير الاستراتيجي الروسي إن تباين المصالح بين طهران وموسكو في سوريا سيدفع الروس إلى إضعاف مكانة إيران في سوريا من خلال توفير الظروف أمام قيام إسرائيل بتوجيه ضربة قوية للقوى التي تقودها طهران هناك، سيما حزب الله.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" اليوم عن أدمسكي قوله إن الروس سيرون في إضعاف مكانة إيران في سوريا تعزيزا لمكانتهم في منطقة الشرق الأوسط.
ونوه إلى أن استقرار نظام الأسد وتراجع المخاطر على بقائه فاقم من حالة التنافس بين إيران وروسيا ما أفضى إلى تعاظم مظاهر التنافس بين الدولتين على مواطن التأثير في سوريا، منوها إلى أن هذا التنافس سيقلص من فرص التعايش بين موسكو وطهران هناك.
ويرى الباحث الإسرائيلي أن تطلعات إيران في سوريا باتت تمثل تحديا كبيرا لروسيا وهو ما يجعل موسكو معنية بكبح جماحها دون التورط في مواجهة معها ما يبرز أهمية قيام إسرائيل بتوجيه ضربة للقوى التي تساند إيران في سوريا ولبنان.
وأضاف أدمسكي أنه في حال أوشكت إسرائيل على إلحاق "هزيمة نكراء بإيران وحلفائها في سوريا ولبنان فإن موسكو قد تتجه إلى تقليص مظاهر هذه الهزيمة على اعتبار أنها تحتاج القوى الشيعية من أجل عدم إحداث تحول في موازين القوى الداخلية في سوريا يضر باستقرار نظام الأسد".
ولم يستبعد أدمسكي أن تعمد روسيا إلى توظيف الحرب الإكترونية من أجل تقليص قدرة إسرائيل على إلحاق الهزيمة المطلقة بالقوى الشيعية في سوريا وإيران، مشيرا إلى أن الروس دللوا على أنهم يبرعون في توظيف المجال الإلكتروني في تحديد اتجاهات المواجهات العسكرية.
ولفت إلى أن الروس سيكونون معنيبن بأن يُدلّلوا للإسرائيليين أيضا على أن "هناك حدودا لما يمكن لقوتهم العسكرية أن تحققه".