يُعتبر العرض المُقدّم من تحالف شركات «توتال»، «ايني»، و»نوفاتك» للتنقيب عن النفط في لبنان، رغم انه العرض الوحيد، مؤشراً ايجابيّاً على الثقة في البلد، ذلك أن شركات النفط العالمية تعمد الى عصر نفقاتها بسبب تراجع اسعار النفط، بالاضافة الى ان لبنان مصنّف عالمياً دولة ذات مخاطر عالية، ولم يكن متوقعاً ان يتلقى اكثر من 3 عروض في الحدّ الأقصى.
وقد اعلن وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل في بيان امس، ان هيئة إدارة قطاع البترول رفعت امس الى وزير الطاقة والمياه تقريرها الأولي حول تقديم عروض المزايدة في دورة التراخيص الأولى التي اختتمت أمس الاول.
تبيّن من تقرير الهيئة أنّ ائتلاف الشركات المكوّن من الشركة الفرنسية Total SA والشركة الإيطالية ENI International B.V والشركة الروسية JSC NOVATEK ، قدّم طلب مزايدة للحصول على رخصة بترولية في الرقعة/البلوك رقم 4 وقدّم هذا الائتلاف طلباً آخر في الرقعة/البلوك رقم 9.
واعلنت وزارة الطاقة نتيجة لذلك، «أنّ نتائج دورة التراخيص الأولى كانت إيجابية حيث استطاع لبنان أن يجذب شركات عالمية تتمتع بخبرات عالية في الاستكشاف وتطوير حقول الغاز، والوصول الى الأسواق العالمية لتصدير البترول إليها، في حين أنّ العدو الإسرائيلي قد أجّل دورة المزايدة لديه ثلاث مرات من دون الوصول الى أي نتيجة حتى الآن».
واشار البيان الى ان «هذا التقرير المرفوع الى وزير الطاقة والمياه هو التقرير الأولي الذي أعدّته الهيئة، ونحن بانتظار تقرير الهيئة الثاني الذي سيتضمن نتائج العرضين المقدّمين.
وسوف تواصل وزارة الطاقة والمياه الإعلان تباعاً عن كافة مراحل دورة التراخيص الأولى، وعما سيُتخذ من خطوات وقرارات في هذا القطاع الحيوي والداعم للاقتصاد الوطني».
في هذا الاطار، اشار الخبير النفطي عبود زهر لـ "الجمهورية" الى ان الائتلاف المكوّن من الشركة الفرنسية Total SA والشركة الإيطالية ENI International B.V والشركة الروسية JSC NOVATEK، هو الوحيد الذي قدم عرضاً في دورة التراخيص الأولى. واوضح انه ضمن شروط تقديم العروض، يتوجب ان يتكوّن اي ائتلاف يقدم عرضاً من مشغل واحد وشركتين غير مشغلتين، لافتا الى انه ضمن الشركات الـ52 التي كانت مؤهلة لتقديم العروض، كان هناك 13 مشغّلا (operator) فقط، وبالتالي فان عدد المتأهلين الفعليين كان 13.
وذكر زهر ان شركتي توتال وايني كلتاهما مشغّلان، مما يخفض عدد الشركات المؤهلة الى 11 شركة. وبما ان شركة توتال استحوذت مؤخرا على شركة ميرسك اويل، انخفض عدد الشركات المؤهلة الى 10.
ولفت الى ان الشركة الهندية لم تتمكن من تقديم عرض في المهلة المحددة، مما خفض عدد الشركات الى 9، بالاضافة الى ان الشركات الاميركية المؤهلة والتي يبلغ عددها 4 شركات منشغلة في دورات التراخيص في البرازيل، ولا تضع لبنان ضمن اولوياتها حاليا، في حين ان الشركات البريطانية اعلنت مسبقاً انها غير مهتمّة في التنقيب عن النفط في لبنان.
واعتبر زهر انه بمجرد اغلاق دورة التراخيص وتلقي عرض واحد، هو مؤشر ايجابي جدّاً، لأن شركتي توتال وإيني من اكبر 7 شركات في العالم، وقد تحالفتا ضمن ائتلاف واحد رغم ان كلتيهما شركات مشغّلة، لأنهما تعملان ايضا ضمن ائتلاف واحد في قبرص. «وبالتالي يمكن ان نعتبر اننا تلقينا عرضين منفصلين».
وقال ان تقدم هاتين الشركتين بعرض للتنقيب عن النفط في لبنان هو عامل ثقة للبنان.
من جهة اخرى، اشار زهر الى ان شركات النفط العالمية تحاول خفض نفقاتها بسبب تراجع اسعار النفط بنسبة 50 في المئة، وبالتالي فان توتال وايني اتحدتا ضمن ائتلاف واحد لتقديم عرض الى لبنان، ضمن سياسة عصر النفقات.
ولفت الى ان توتال تطور حاليا 7 حقول في قبرص، في حين ان شركة «ايني» تعمل في مصر منذ 50 عاماً، وقد طوّرت الشركتان البنية التحتية في قبرص ومصر ابرزها مصانع لتحويل الغاز الى طبيعي مسال (LNG plant) مما قد يساعدهما في خفض الكلفة في لبنان.
في سياق آخر، رأى زهر ان لا مصلحة للبنان بتلزيم اكثر من بلوكين في الوقت الحالي، لأن اولّ اكتشاف سيتم الاعلان عنه في لبنان سيؤدي الى رفع الاسعار في دورة التراخيص الثانية والثالثة والرابعة، لافتا الى ان الاسعار ستكون في دورة التراخيص الاولى متدنية، «وهذا امر طبيعي يجب ان نقبل به، لأنه لم يتم حفر أي بئر بعد».
وشدّد على اهمية التلزيم حالياً، وعدم الفشل في دورة التراخيص الاولى «لأن الفشل يعني الانتظار 10 اعوام أخرى لاطلاق دورة تراخيص ثانية».