اعتبر الجنرال الأميركي المتقاعد شارلز والد، والرئيس المساعد لبرنامج إيران في مركز “جومندر” للأبحاث الأمنية التابع لمؤسسة شؤون الأمن القومي اليهودية “جي إن سا”، أن الفترة التي تلت الاتفاق النووي مع إيران عرفت تحول حزب الله والحرس الثوري إلى قوى قادرة على تغيير مسار الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، داعيا إلى ضرورة تعزيز التحالفات للتصدي لطهران والحزب.
وجاءت تحذيرات والد بالتزامن مع نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي لطالما اعتبره اتفاقا سيئا.
وكانت إيران ومجموعة الدول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، قد توصلت، في 14 يوليو 2015، إلى اتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية، وأقرت خطة عمل شاملة مشتركة، أعلن في 6 يناير 2016 بدء تطبيقها.
وقال الجنرال الأميركي في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، التي عقدت حلقة للحديث عن الملف الإيراني إن الاتفاقية مع إيران “خلقت خللا خطيرا على المستوى الاستراتيجي لأنها أعطت إيران فوائد مالية وعسكرية وجيوسياسية واسعة وحرمت الولايات المتحدة بالمقابل من وسائل الضغط التي كانت بحوزتها”.
وأكد الجنرال الأميركي “في ظل الاتفاق، ولأول مرة منذ عقود، تجرأت إيران على استفزاز البحرية الأميركية في الخليج”.
ونبه والد إلى التأثير العسكري المتزايد لإيران في المنطقة بالقول “الحرس الثوري، الذي بات يمتلك سيطرة متزايدة على صنع القرار السياسي في البلاد، ومعه تابعه الإرهابي، حزب الله، حولا نفسيهما إلى قوات قتالية طليعية محترفة ويمكن لإيران الآن التدخل بشكل حاسم لتغيير مسار الأحداث والصراعات في الشرق الأوسط وتأسيس معاقل جديدة لها لتهديد حلفاء الولايات المتحدة”.
وأوصى الجنرال بعدد من الخطوات لمواجهة الخطر الإيراني القائم، لافتا إلى أن العقوبات على إيران وحزب الله ليست كافية ولا بد من دعمها بخطوات ضغط عسكرية من خلال إعلان المسؤولين الأميركيين عن استعدادهم لإسقاط الصواريخ التجريبية الإيرانية ونقل قطع من الأنظمة المتطورة المضادة للصواريخ إلى دول الخليج.
ومن بين الإجراءات الأخرى الكفيلة، حسب والد، بالحد من خطر إيران وحزب الله امتلاك الولايات المتحدة لاستراتيجية خاصة بفترة ما بعد داعش وقوات تابعة لها على الأرض في سوريا لمنع الطرفين والقوى التابعة لهما من تحديد مصير مستقبل ذلك البلد ومنع تشكيل جسر برّي يصل مباشرة من طهران إلى البحر المتوسط. وشدد على ضرورة بناء تحالف أوسع ضد إيران وحزب الله.
وتأتي شهادة الجنرال الأميركي بعد أيام قليلة من سن الكونغرس عقوبات جديدة على حزب الله ورصد مكافآت مالية لأبرز مسؤوليه العسكريين وهما طلال حمية مسؤول الجهاز الخارجي للحزب، وفؤاد شكر.
ويقول خبراء إن هذه العقوبات تأتي في سياق استراتيجية شاملة لاحتواء الحزب وإضعافه تمهيدا لضربه.