نشرت صحيفة "ذا أتلانتيك" الأميركية تقريرًا عن الإحتمالات الخطيرة التي قد تنجم عن عدم مصادقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الإتفاق النووي مع إيران.
التقرير أعدّه مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الأمن القومي الجديد إيلان غولدنبرغ، ومارا كارلين التي كانت مديرة شؤون الشرق في وزارة الدفاع الأميركية، واللذان سلّطا الضوء على النتائج الخطيرة التي قد تنجم عن عدم المصادقة على المرحلة التي تمهّد للإتفاق النووي النهائي مع إيران.
وأوضحا أنّ إنتقادات الإتفاق النووي مع إيران ترتكز إلى نقطتين رئيسيتين: الأوّلى مدّة الإتفاق والثاني وهي السلوك الإيراني.
وكشفا أنّ النقطة الأولى تسطّر بعض البنود في الإتفاق، إذ ينصّ الإتفاق المشترك على أنّ الخطة تنتهي بعد 10 الى 15 عامًا، والتي تنتهي بعدها قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، والنقطة الثانية هي أنّ إيران تستمر بالقيام بأنشطة تزعزع الإستقرار مثل تطوير الصواريخ البالستية، ودعم جماعات في لبنان، العراق، سوريا واليمن، على حدّ تعبير الكاتبين.
وقالا: "هذه الأسئلة حقيقية، لكن بالنسبة لنا بعدما عملنا في إدارتي الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما اللتين عملتا على قضايا إيران والشرق الأوسط، تبدو هذه النقاشات غريبة مقارنةً مع الأسئلة التي واجهناها في السنوات الأخيرة".
وأضافا: "السؤال الجوهري الذي يُطرح هو ماذا سنفعل إذا اتخذ الرئيس الأميركي قرارًا بالعيش مع إيران المسلّحة والنووية أو القيام بضربة عسكرية ضدّها"، لافتين الى أنّ هذين الخيارين هما المتاحان في الوقت الحالي.
وتابع الكاتبان: "لقد تطوّر البرنامج النووي الإيراني، عام 2013 كان لدى إيران يورانيوم مخصبًا، كافيًا لترسانة نووية صغيرة من 6 الى 8 قنابل، بالنسبة لنا، نحن الذين نعمل بهذه القضايا يوميًا، فإنّ الخرق الديبلوماسي يبدو بعيدًا.
ومن بين السيناريوهات الموجودة: ضربة عسكرية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، يُمكن أن ترجع البرنامج الى الوراء مؤقتًا، عبر تدمير السلاح، وهذا الخيار قد يتسبب بالمخاطر، فقد تردّ إيران بقوّة عبر وكلائها ضد القوات الأميركية في المنطقة، خصوصًا في العراق، وقد توجّه "حزب الله" إلى استهداف أهداف أميركية أو إسرائيلية".
وأضافا: "وقد يستخدم الإيرانيون الصواريخ البالستية وصواريخ كروز لضرب القواعد الأميركية، في قطر، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت أو في إسرائيل، ويمكن أن يضعوا ألغامًا في مضيق هرمز"؛ وفي هذا السيناريو، سوف تردّ الولايات المتحدة بالتأكيد، عبر عملية عسكرية تدمّر المزيد من البنى التحتية العسكرية لإيران، لكن هذا الأمر سيجعل الأميركيين يبقون في الشرق الأوسط لسنوات، لاحتواء إيران.
أمّا الحلّ البديل فهو الرضوح لإيران "المسلّحة"، هذا السيناريو الثاني هو إشكالية عميقة بحد ذاته، فيمكن أن تقرّر إيران القيام بضربة ضد إسرائيل أو أحد حلفاء أميركا، "ولكن لا نعتقد أنّ النظام الإيراني إنتحاري"، كما قال الكاتبان اللذان تابعا: "كما يمكن أن يكون نتيجة محتملة نقل الأسلحة النووية الى حزب الله"، لكنّ الكاتبين أردفا بالقول إنّهما يستبعدان هذا الإحتمال، لأنّ إيران تبدو حكيمة بأنواع الأسلحة التي تملكها مقابل تلك التي تؤمنها لحلفائها.
وقالا: "لنتخيّل حربًا جديدة بين "حزب الله" وإسرائيل، وهو حدث شائع نسبيًا، لكن فيه قد تهدّد إيران باستخدام الأسلحة النووية إذا رفضت إسرائيل التراجع. هذا الأمر سيحوّل الشرق الأوسط معادلاً لأزمة الصواريخ الكوبية، والأزمة النووية بين باكستان والهند".
وختما التقرير بالقول: "سيبقى أي رئيس أميركي يواجه خيارين: القيام بحرب كبيرة مع إيران أو القبول بحيازتها للسلاح النووي".
المصدر: ذا أتلانتيك