هدّدت إيران أميركا إن وُضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب ولم تُهدد إن وضع حزب الله على نفس اللائحة رغم أن كلا الحرسين سندا السياسة والأمن الإيرانيين والسؤال المطروح ماذا ستفعل إيران إن وُضع حرسها على اللائحة السوداء بعد أن هدّد صقور السياسة الإيرانية بردّ عنيف وصاعق؟ بتقديري أن السؤال سيبقى سؤالاً لا جواب عليه طالما أن ميزان القوى واهن ولا قدرة لإيران على مواجهة قوّة عالمية ولكن باستطاعتها الردّ عليها بمزيد من العنف المتنقل من خلال صحوات التطرف الذي يموّله المستفيدون منه وكل بحسب حاجته اليه ووفق الطريقة التي يرتئيها لصدّ هجومات هنا وأخرى هناك سواء كان الهجوم هجوماً سياسياً أو أمنياً يطال مصالح الدول الباحثة عن أدوار خارج إقليمها.
إقرأ أيضًا: إيران - تركيا - داعش - حزب الله حلفاء لا أعداء
مما يعني أن إيران ستقف عاجزة عن أيّ ردّ مباشر بالواسطة العسكرية مخافة الوقوع في المحظور فتعطي لأعدائها الأسباب الكافية كيّ ينزل عليها غضب الشيطان وتصبح هشيماً في نار متعددة الاتجاهات خاصة وأن إيران اليوم محاطة بدول تتربص بها المنون بعد أن أصابت منها مقتلاً ودفعتها الى خوض حروب ضروس لا سيما في سوريا واليمن أرهقت واستنزفت قدرات لم يعتاد أصحابها على بذلها في الملذات لا في مشاريع الحروب.
يبدو أن القيادة الإيرانية بحاجة إلى إعادة النظر في الإتفاق النووي بعد أن تبيّن لها جمود الإتفاق وعدم تنفيذ مطلب الترتيبات المالية الآيلة إلى الإفراج عن المال الإيراني المحتجز وبعد أن قرر ترامب اللعب بأعصاب الإتفاق بالدعوة إلى تصحيح مضمونه أو إعاد النظر فيه بطريقة مخالفة لمضمون الإتفاق المنجز وهذا ما أقلق ويقلق بإستمرار القيادة الإيرانية التي باتت تتحيّز الفرص لإقتناص ما تراه مناسباً للخروج من أزمة تنفيذ الاتفاق ووضعه إمّا على سكّة الحلّ أو على شفير الهاوية ومن هنا كان تهديدها وإمساكها بورقة الحرس الثوري نظيفة دون توسيخها من قبل واشنطن بلحاظ نووي لا ثوري بإعتبار أن الحرس وإيران كلها كانت موضوعة على اللائحة السوداء وكان هذا ما يزيد إيران فخراً ولم ترتجف أو تخف من الأسماء التي أطلقها عليها الغرب عموماً وأميركا خصوصاً ولطالما تغنى الثوريون بالشهادة الأمريكية السوداء واعتبروها وسام شرف على صدور الشرفاء فما بدا لإيران حتى ترفع إصبع الويل والثبور اذا ما نفذت أميركا كلامها ووضعت الحرس الثوري على اللائحة الإرهابية؟
إقرأ أيضًا: أباطرة الشرق الأوسط
ما بدا هو الخلال القائم في العلاقات الأمريكية – الإيرانية والتي دفعها ترامب إلى مستوى أدنى مما كانت عليه في عهد أوباما الذي سمح لإيران التجول في المنطقة دون حسيب أو رقيب وهذا ما جعلها الرقم الصعب في حروب اليمن وسورية والعراق، وجاءت زحزحة نصوص الإتفاق النووي وجعلها عرضة للوقوع عوداً مجدداً الى سياسات الحظر على إيران.
ليس سهلاً على إيران تقبل تصرفات السياسة الأمريكية الجديدة في إعادة وضعها داخل زنزانة إفرادية لهذا عكست تصاريح مسؤوليها نوعاً من السخونة الجادة ودق النفير لإيهام الجميع بأن التوتر العالي المستوى قادم وهذا ما سيترتب عليه إشعال حروب بالأصالة لا بالوكالة بين المحورين المتصارعين بواسطة وكلائهم في الشرق الأوسط وقد التقطت إيران فرصة الحرب الممكنة بين كوريا وأميركا لتضاعف من مخاطر التصعيد فيلجأ الجميع إلى التهدأة مخافة الوقوع في حرب متعددة الأطراف ويُصبح لتحذيرها ووعيدها آثراً عندما يكون جزءًا من خلاف كبير ومكلف ومدمر لمصالح ضخمة ولدول كثيرة.
ثمّة من يعتقد أن إعادة برمجة السؤال أفضل للحصول على إجابة واضحة وصريحة طالما أن إيران لم تستعمل ولو لمرة واحدة قوتها المباشرة ضدّ من هددتهم فلا محت اسرائيل بساعة ولا دمرت الخليج بسويعة ولا هزّت أميركا بزلزالها وكل ما حرصت عليه هو دفع مؤيديها الى الدفاع عن العراق وسورية واليمن لتحسين شروط دورها الاقليمي لذلك يتم صيغة السؤال التالي: ماذا سيفعل حزب الله إن وُضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب؟