وأنا تحت منبر عالم دين في بلدة جنوبية في النادي الحسيني أستمع إلى خطبته العصماء حيث يعجز إينشتاين من تفكيك أسرارها وحل ألغازها لعمقها في الفكر والعلم والمعرفة قال فضيلته :" إن الإمام علياً (ع) إمام الإنس والجان وقد جاء يوماً من الأيام ملك من ملوك الجن بهيئة ثعبان ضخم بطول عشرين متراً إلى مسجد الإمام واقترب من منبره وسأله عن مسألة من مسائل الشريعة فأجابه الإمام علي بالإجابة الواجبة وبعدما إنصرف ( الثعبان ) أي ملك الجن سأل المصلون بالمسجد الإمام علياً عن هوية الثعبان فقال لهم هذا ملك من ملوك الجن قصدني ليعرف إجابة الدين على سؤال عنده."
إقرأ أيضا : نحن نقلد ولي أمركم الفقيه !
هنا صرخ كثير من الحضور في النادي الحسيني بالصلاة على محمد وآل محمد تعبيرا منهم عن إعجابهم بهذه القصة التي كشفت لهم حسب فهمهم عن عظمة علي عليه السلام !
ولما هبط فضيلة الشيخ من منبره تقدمت نحوه وسألته : " يا مولانا لو كنت أنت َ وأنا والناس داخل المسجد يوم دخل هذا الثعبان الضخم فهل أعصابك وأعصابنا تحتمل البقاء داخل المسجد لنشاهد هذه المسرحية بشجاعة من دون الفرار خوفا ورعباً ؟!"
إقرأ أيضا : القناعة كنز لا يفنى يا أبناء حزب ولاية الفقيه
لم أفلح في إقناعه بأن هذه الرواية تُضَاف إلى روايات خرافية أخرى شوهت كمال وجمال صورة علي عليه السلام إمام العقل والمنطق والحكمة . وللأسف ما زال كثير من علماء الدين لا يخجلون من حشو أدمغة أهلنا وشبابنا وفتاياتنا ونساءنا بخرافات سحقت طاقة التفكير في أدمغتهم وعطلت آلة التأمل في عقولهم وجعلتهم أرباب السذاجة في تحليل سائر قضايا الحياة وخرافات حرب تموز التي إنتشرت بين الناس مقتبسة من خرافات التاريخ المذكور .
الشيخ حسن مشيمش