أديب سحر الجميع بابتسامته الدائمة، وهدوئه المتواصل، وسعة ثقافته، وجميل تعبيراته. لا يسعك إلا أن تنجذب لحديثه الجاد معنى والساخر أسلوبا، وتحترم قدرته على أن يجعلك صامتا وتقبل لأفكاره التي يمررها في رأس المتلقي أهدافا متواصلة دون أي إثارة أو صدام.
عندما يعتلي منصة الشعر والأدب في أي مكان، تشرئب الأعناق وتهدأ الأصوات، حتى يبدأ في قراءاته الساخرة فيتحول الجميع من صمت إلى ابتسامات وضحكات هادئة. ديوانه الشعري «ركلات ترجيح» أنموذج بارز للشعر الرمزي الساخر، عندما يقرأ منه يشدك من كل أطرافك لتتفاعل معه وتنصت مبتسما لما يقوله أو لما سيقوله.
شاركنا حضوره الجميل غالبا في لقاءات منتدى الثلاثاء الثقافي، يمرر أفكاره الجميلة والعميقة بكل هدوء واحترام للفكر الآخر، مثقف موسوعي له باع طويل في مختلف شئون الثقافة ومجالاتها. قدم نقدا موضوعيا لبرنامج الموسم الماضي للمنتدى، وطرح ملاحظاته بكل دقة ورقة على شكل تساؤلات وليس مقترحات حتى قرأ مواد البرنامج وقدم تصورات غاية في الجمال والسلاسة.
متوازن في طرحه وكأنه يعطيك جميع الخيارات لتختار منها ما تشاء. أضاف السبع للساحة الثقافية الوطنية والعربية عطاء نوعيا مميزا، وكان سباقا في التجديد والعطاء بين الشعر والمقالة والرواية والحوار.
يدافع عن أسلوبه الساخر - مقابل الكتابة الجادة والصارمة لدى الآخرين - بأن هناك في الحياة متسع للتعبير بمختلف الأشكال والأنماط، وأن التنوع هو سنة الحياة وهو يكمل الأساليب الأخرى بل ويطورها. فهو يمرر أفكاره الصادمة بأسلوب أدبي ساخر قل نظيره، وفيه من العمق والموسوعية الشيء الكثير.
غاب عنا سريعا إلى رحمة الله، ونحن في أمس الحاجة إلى وجوده ومشاركاته وعطائه الذي لا ينضب. نعاه البعيد والقريب، من التقى به أو سمع عنه أو قرأ له، والبعض لم يعرفه لكنه أحبه لمحبة الناس له.
تمنيت لو أنه أوجد مدرسة لهذا النوع من الأدب والكتابة بحيث يمتد ويتواصل عطاؤه، وما يعوض ذلك المزيد من الكتابة والبحث والدراسة في أسلوبه الجذاب من قبل الأدباء والكتاب والباحثين، وجمع المادة الأدبية التي نشرها على شكل مقالات في الصحافة المحلية والعربية. رحم الله الأستاذ حسن السبع رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان.