كانت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالأمس متنوعة المواضيع بين المحلي والإقليمي والدولي وتطرق للحرب السورية وملف العقوبات الإقتصادية على حزب الله.
وفي سياق كلامه ، هاجم نصر الله المملكة العربية السعودية وإعتبرها رافعة لمشروع أميركي يريد الإطاحة بالجمهورية الإسلامية في إيران بعد فشل سياستها في المنطقة بحسب نصر الله نفسه.
لكن الملفت في كلمته هو وصفه لوزير الشؤون الخليجية في السعودية ثامر السبهان ب " الزعطوط " وهي كلمة غير ديبلوماسية على الإطلاق وجاءت كرد على تغريدات السبهان المتكررة ضد حزب الله وآخرها دعوته لإقامة تحالف دولي ضد الحزب.
ومن يطالع خطابات نصر الله ويقرأ ما بين السطور يدرك بعد تجربة كبيرة أن الرجل يدرس خطابه وكلماته قبل البوح بها وهو لم يصف السبهان ب " الزعطوط " من غير قصد ولم يقلها كزلة لسان بل تقصدها وتعمد قولها في سياق حديثه عن السياسة السعودية وتهديده بقطع اليد التي ستمتد على لبنان.
إقرا أيضا: للسعودية حلِّي عن لبنان ... ماذا عن إيران؟
لكن كلمة نصر الله إتجاه السبهان وما يمثله الأخير من واجهة إعلامية للسياسة السعودية تؤكد أن نصر الله خائف ويعيش في لحظات محرجة بل مصيرية ولا يعتمد نصر الله هكذا عبارات إلا في ظروف الإحراج وضيق الأفق.
فقد سبق له أن إستعمل هكذا أسلوب عند إعلان الرياض الحرب على الحوثيين في اليمن ووقتها وصف نصر الله ملوك وأمراء السعوديين ب " التنابل " وتفاجىء به حينها القريب قبل البعيد حتى أن قناة " الجديد " المقربة منه إنتقدته على ذلك لما يشكل ذلك من خروج عن أدبيات نصر الله الكلامية والسياسية.
لكن الكلمة حينها كانت تنفيسا عن غضب وقلق وخوف وإحراج عاشه حزب الله وخلفه إيران بعد إطلاق عملية " عاصفة الحزم " التي قلبت المشهد في اليمن رأسا على عقب لصالح السعودية وأضعفت حلفاء إيران وسياستها هناك.
واليوم تؤكد لنا كلمات السيد الخارجة عن سياق أدبيات معينة لطالما كان يتغنى بها أنه في هذه اللحظة يعيش حرجا إستراتيجيا على كافة المستويات من لبنان إلى المنطقة يفقد فيها كل التبريرات المنطقية والحجج الكلامية للمواجهة مع السعودية.