الحرب السورية في نهاياتها:
يبدو أنّ الحرب "الكونية" السورية قد شارفت على نهايتها، وهذا ليس من قبيل انتصار أحدٍ على أحد، ولا هزيمة أحد أمام أحد، كما أنّه ليس من باب انهيار المبادئ والطموحات التي ثار السوريون من أجلها، وهذا ليس بالطبع من باب رسوخ شرعية النظام الأسدي وصلاحيّته في حكم سوريا، فالحرب الطاحنة لم تُولّد حتى الآن سوى القتل والإعتقال والتّهجير والخراب والتّدمير، وكلّ هذا يستدعي تحلُّب الأفواه أمام مليارات إعادة الإعمار الموعودة.
إقرأ أيضا : الصراف: العهد الجديد اتى بقانون انتخابي يحرر الناخب من المحادل والزعماء
أولاً: الحلفاء يستعدون لملء السلال الفارغة:
يحقّ لكلّ من شارك في "غُرم" الحرب السورية أن يجني "الغُنم" من وراءها، لذا يتحفّز الروس باعتبارهم أصحاب الحظ الأوفر في إعادة الإعمار، فقد كان لهم الدور الأكبر والأخطر والمُكلف في الحفاظ على النظام السوري وإنقاذه من هلاكٍ محتوم، والفضلُ في ذلك للآلة العسكرية الروسية وطيرانها المُتفوّق. كذلك فإنّ الإيرانيّين يطمحون إلى تعويض جُلّ أو بعض التكاليف الباهظة التي بذلتها إيران كُرمى عيون آل الأسد. أمّا الرئيس التركي أردوغان فقد حجز "مغانمه" في الشمال السوري، منذ أن "باع" قضية الثوار في حلب وعقد الصفقات مع روسيا، وتفرّغ لمواجهة الأحلام الكردية وبات شريكاً مضارباً مع الروس والإيرانيّين في سوريا المنكوبة.
إقرأ أيضا : إلى عشاق الإنتصارات الإلهية !
ثانياً: سلّةُ حزب الله ... هل تعود من سوريا فارغة؟
في التسويات المحتملة للأزمة السورية، خروج كافة الأطراف التي يُطلق عليها، عن وجه حقّ أو بدونه، ميليشيات الحرب السورية، وخاصةً تلك التي ساهمت في دعم النظام ، وفور بدء التسوية على هذه الميليشيات أن تغادر بالسرعة الممكنة، فقد انتهى دورها، ولا بدّ للحرب أن تضع أوزارها بعد أن أنهكت الجميع، وكان من الطبيعي التساؤل عمّا يمكن أن يجنيه حزب الله بعد خروجه من سوريا وحربها الطاحنة والتي كانت تكاليفها باهظة عليه، خاصةً من الناحية البشرية، وإذ لا مكان في سوريا إلاّ للدول الإقليمية ذات النفوذ والتأثير، بما فيها إسرائيل طبعاً، فقد يجد الحزب نفسه وقد خرج من هذه الحرب بسلّةٍ فارغة. ويذهب البعض إلى أنّ الحزب قد يسعى للتعويض في الساحة اللبنانية، والسؤال الذي يفرض نفسه : هل تستحق الساحة اللبنانية مع وجود اللاعب الحاذق الماكر جبران باسيل سفك الدماء الزكية في حروب إقليمية؟
دخلت أم أوفى العبدية على عائشة بعد وقعة الجمل، فقالت لها: " يا أمّ المؤمنين، ما تقولين في امرأةٍ قتلت ابناً لها صغيراً؟ " قالت: " وجبت لها النار! " قالت: " فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً في صعيدٍ واحد؟ " قالت: " خذوا بيد عدوّة الله."