أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال حفل تأبيني في بلدة العين ان "دماء الشهداء هي التي صنعت الانتصارات وتصنع الانتصارات وهم استشهدوا في البادية السورية في تلك البادية التي تبلغ مساحتها عشرات الاف من الكيلومترات وهي التي توصل إلى دير الزور والميادين والبوكمال والحدود السورية والعراقية وهذه المعركة كان لابد منها وما زال لابد منها لأن المعركة مع "داعش" لا تنتهي إلا بازالته من الوجود".
وأوضح نصر الله أنه "في الاونة الاخيرة تم إخراج تنظيم "داعش" من العديد من المدن والقرى"، مشيراً الى أنه "في حال كان هناك من يعتقد بأن هذه المعركة يجب أن تتوقف بدل ملاحقاتهم إلى الحدود السورية العراقية يعني ذلك أن تنظيم داعش سيهاجم من جديد ويخوض حروب ومعارك لأن ليس لديه شيء آخر وهذا هو مشروعه القتل والارهاب والتدمير وبالتالي سيحاول الانطلاق والتمديد من جديد".
ولفت الى أن "التنظيم حاول في الفترة الاخيرة استعادة زمام المبادرة ولولا الموجهات البطولية التي خاضعها الجيش السوري ومجاهدي المقاومة كان من الممكن أن تأخذ المعركة منحى آخر"، مؤكداً أنه "يخطط للعودة إلى جميع المناطق التي خسرها في سوريا وفي جرود عرسال".
وكشف نصر الله عن ان "هناك من يعمل على منع المعركة مع "داعش" ويحاول تأخيرها ومن يقوم بذلك هو الأميركيين"، مشدداً على أن "أميركا تساعد عندما يكون من سيسيطر على المناطق المحررة هم حلفاء الولايات المتحدة الأميركية".
وأشار الى أن "الولايات المتحدة لم تكن تريد الانتهاء من تنظيم "داعش" في الجرود اللبنانية وضغطت على الدولة اللبنانية والجيش وأوقفت المساعدات للجيش لفترة من الزمن"، موضحاً أن "أميركا ليست على عجلة في إنهاء "داعش" لان المطلوب تدمير الجيوش والشعوب واستنزاف الجميع ويجب أن تستمر في هذه الوظيفة أكبر مدى زمني ممكن".
ورأى نصر الله "اننا في المنطقة نحن أمام مشروع جديد هو مشروع أميركي سعودي وفي طليعة من يريدون التخلص منه هو الجمهورية الإيرانية، والمشكل الحقيقي لاميركا مع إيران أنها كانت عامل حقيقي وأساسي في إسقاط المشروع الأميركي والسعودي في المنطقة ولذلك يجب أن تدفع الثمن وتتهم بأنها داعمة للإرهاب".
وأكد "أننا ننتظر ما سيقوله ترامب عن الاستراتيجية الأميركية لمواجهة إيران وهذا الأمر سوف يؤثر على كل المنطقة، لافتاً الى أن "هناك حديث عن سياسة جديدة في مواجهة "حزب الله"، وحتى روسيا لا تسلم في هذا الموضوع، لأن موسكو وطهران يدافعان عن نفسهما، السياسة الجديدة في مواجهة "حزب الله" هي لأنه كان له شرف المشاركة في هذا الإنتصار الذي هو حصيلة مجموع الجهود والمواجهات وفي إسقاط المشروع السعودي الأميركي".
وأكد أن "القرار الأميركي أكبر من الدولة اللبنانية وكل المساعي في الفترة السابقة كانت لتحييد البنوك والشركات والوضع المالي ونحن لا نطلب من الدولة اللبنانية أي شيء، وبمعزل الجدية لأن القانون قد يكون جزء من التهويل"، مشيراً الى "اننا ندعم المسعى اللبناني الذي يسعى إلى عزل الاقتصاد اللبناني والوضع المالي عن العقوبات الأميركية".
وأوضح نصر الله "اننا نعرف أن هذا لن يغير شيئا في مسار "حزب الله"، إذا كانت واشنطن تعتقد أن قانون العقوبات المالية، بمعزل عن مدى تأثريه عليها وهو يؤثر جزئيا ويضغطنا من الناحية المعنوية، فهو لن يغير في موقفنا".
وأشار الى انه "عندما قرأت تصريح وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان وجدت فيه إيجابيات مهمة: الأولى أنه مسلم أن العقوبات ليست هي الحل وبالتالي لا يمكن الرهان عليها، ثانياً أنه يعترف بأن "حزب الله" هو قوة إقليمية كبرى ولا يمكن مواجهته إلا بتحالف دولي صارم، وهذا يعني أن الذهاب إلى تحالفات لبنانية لمواجهة "حزب الله" غير مجدي، حزب الله أكبر من أن يواجهه السبهان بتحلف محلي، وهو يعرف أن حكام السعودية لا يستطيعون القيام بأي شيء مع "حزب الله" ولذلك هو بحاجة إلى تحالف دولي".
واعتبر أن "كلام السبهان يؤكد ما قلته عن تحالفات دولية لمواجهة المقاومة سابقا، وحجة السبهان المحافظة على الامن والسلام الإقليمي والامن والسلام الاقليمي يعني أن تبقى السعودية على جنب لأن تدخل السعودية وأميركا في المنطقة هو الذي يخربها".
وأشار الى أن "حزب الله هو من جملة العوامل التي تحقق الأمن والسلام الإقليمي التي تهدده السعودية وإسرائيل ومن خلفهما أميركا"، لافتاً الى أنه "من يحب أن يذهب إلى مواجهة من هذا النوع كلنا يحمل دمه على يده ونحن هنا في هذه المعركة لدينا دم وسيف وكليهما ينتصر ونحن نؤمن بهذه المعركة ولن نتخلى عنها".
وأوضح نصر الله ان "ما مضى هو أسوء بكثير مما قد يكون قادم لأن الكثير من المعادلات تغيرت واليوم محورنا هو في أقوى زمن وأقوى حال نسبة إلى أي زمن".
وشدد على "اننا نريد الأمن والسلام والاستقرار واجراء الانتخابات في موعدها وتواصل الحوار السياسي وتقوم الحكومة بعملها وأن تعالج الازمة المالية وأن تطبق السلسلة"، مؤكداً أن "اليد التي ستمتد إلى هذا البلد ستقطع أيا كانت هذه اليد ومن سيتعامل على هذا البلد لن يكون مصيرهم إلا الفشل".
ولفت الى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون ليس عميلاً لـ"حزب الله" قطعا لكن ما يزعج الاميركيين أنهم يريدون رئيسا عميلا لهم وتابع للسفارة الأميركية في عوكر".