رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن تدخلات النظام السعودي في الشؤون اللبنانية تشكل خطراً قادماً على لبنان، لأنه من كان يريد الخير والاستقرار للبنان واللبنانيين، ويدّعي أنه في موقع الصداقة للبنان، لا يحرّض اللبنانيين بعضهم على بعض، فسياسة السعودية باتت مفضوحة بتدخلاتها في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولكن تمسك غالبية اللبنانيين بوحدتهم الوطنية شكّل صدمة للسياسة السعودية، وقطع الطريق على محاولات دفع لبنان نحو الفتنة مجدداً، لا سيما وأن السياسات السعودية كانت ستأخذنا إلى محاور جديدة ونكأ الجراح والانقسامات والتوترات السياسية.
واشار قاووق خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة مزرعة مشرف الجنوبية، الى أنه عندما انهزم المشروع التكفيري في سوريا، وجدنا أن أميركا اضطرت أن تنزع القناع عن وجهها لتساند تنظيم داعش في احتلال القريتين، وبعد احتلال الميليشيات المدعومة مباشر من أميركا مدينة القريتين بالقرب من دمشق، جاء التبني والإعلان الرسمي عن ذلك من قبل تنظيم داعش، وهذا يفضح التعاون الأميركي مع داعش في مواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه.
ورأى الشيخ قاووق أن سوريا استطاعت بدعم حزب الله وسائر الحلفاء أن تتجاوز مرحلة الخطر وكل المراحل الصعبة، ونحن نستكمل اليوم الانتصارات لنثبّت معادلات جديدة تشكل عمقاً استراتيجياً للمقاومة، وتعزز من دور ومكانة وفاعلية وتأثير حزب الله في المعادلات الكبرى في المنطقة، وما بعد الانتصارات في دير الزور وحميمة والميادين، لن يكون كما كان قبل، فالمعادلات تغيّرت، والمقاومة تزداد قوة بعمقها الاستراتيجي أمام أي خطر إسرائيلي قادم، وهذا الذي جعل إسرائيل أسيرة الخوف والقلق والرعب.
وأشار الشيخ قاووق إلى أنه كلما انتصر حزب الله وتعاظم دوره وازدادت قوته، لجأت أميركا وإسرائيل والنظام السعودي إلى فرض العقوبات وتصنيفات الإرهاب التي جربناها من قبل، ولكنهم أعجز من أن يغيّروا موقفنا أو أن يخيفونا أو أن يعيقوا مسيرتنا، فنحن نكمل القتال في بادية سوريا ودير الزور وحميمة والميادين لنقضي على داعش، لأنه لا أمان للبنان في ظل وجود مقرات أو ممرات لداعش في سوريا تستخدم لاستهدافه، مشدداً على أنه عندما نقاتل في سوريا ونستكمل معركة القضاء على داعش فيها، إنما نحمي أهلنا ووطننا والانجازات الوطنية، وعليه فإننا لن نسمح أن يبقى في سوريا أي مقر أو ممر لداعش يمكن أن يستخدم لاستهداف لبنان.