حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من "أن تمزيق وتفتيت الدول العربية سيؤدي إلى حالة غير مسبوقة من الفوضى الاقليمية"، داعيا إلى "الحفاظ على الحدود الحالية للدول".
ولفت إلى أن "الحدود العربية، وعلى الرغم من أنها رسمت بواسطة الاستعمار أوائل القرن الماضي، إلا أنها أسهمت بالفعل في خلق هوية جديدة للدول العربية"، مشدداً على أن "محو تلك الحدود، رغم المشكلات التي تسببت بها في بعض الدول نتيجة تعدد العرقيات والأديان، سيؤدي إلى أوضاع أكثر سوءا".
وشدد على "مركزية مفهوم الدولة الوطنية وأهميته في صيانة استقرار النظام الاقليمي العربي"، مشيراً إلى أن "الدولة لا يتعين أن تستند إلى القومية المتطرفة أو تعمد استبعاد وإقصاء المكونات المختلفة، بل يتعين على الدول العربية تبني نهج الاحتواء والحكم الرشيد باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لتعزيز الهوية الوطنية الجامعة".
وأشار أبوالغيط إلى أن "ظهور دول فاشلة في المنطقة أصبح مشكلة عالمية، من أهم ظواهرها المفزعة الكوارث الصحية الواسعة والزيادة غير المسبوقة في تدفقات اللاجئين وتوفير الملاذات الآمنة للجماعات الارهابية"، داعياً إلى "العمل على اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف تفشي ظاهرة الدول الفاشلة وتوجيه أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي والإقليمي للدول التي يمكن أن تشهد مثل هذا الوضع، خاصة على المستوى الإنساني".
كما دعا أبو الغيط إلى "تبني معادلة سياسية جامعة في كل من سوريا وليبيا واليمن والصومال، تؤسس على وجود حكومة مركزية قادرة على فرض سيطرتها، وإيجاد درجة مناسبة من عدم المركزية تمنح في إطارها مجموعة من السلطات على المستوى المحلي بما يسمح للجماعات العرقية والدينية بالتمتع بنوع من الحكم الذاتي"، مؤكداً "ضرورة أن يكون الحفاظ على الوحدة الإقليمية وسيادة الدولة هو المبدأ الحاكم لأية تسوية سياسية يتم الحديث عنها للنزاعات القائمة، خاصة وأن إعادة رسم أو تخطيط الحدود سيعني إثارة مشكلات أكبر وأكثر".
وشدد أبو الغيط على أن "الأزمات الحالية التي تشهدها المنطقة العربية لا يجب أن تصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية التي ما زال بقاؤها من دون حل سببا من أسباب انتشار التطرف وانعدام الاستقرار، الأمر الذي يستلزم العمل على حل هذه القضية في أسرع وقت ممكن وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967".