بعد اعتقالها في تموز الماضي على أيدي القوات العراقية، إثر تحرير الموصل من تنظيم داعش، حيكت الكثير من الروايات حول ليندا وينسل، تلك الفتاة الألمانية التي وجدت تحت أنقاض أحد المنازل في الموصل، والتي لم تكن تتخطى الـ 16 من عمرها يوم انضمت إلى داعش.

وفي مقابلة أجرتها معها مجلة القضاء العراقية (التابعة لمجس القضاء الأعلى العراقي) تحت عنوان "حورية داعش الألمانية" تحدثت تلك المراهقة لأول مرة حول تفاصيل تجنيدها. وكشفت كيف تعرفت إلى فتاة أردنية تدعى فاطمة، التي بدورها عرفتها على شيخ في ألمانيا يدعى "أبو خالد".

وروت الفتاة التي ظهرت في المحكمة قبل يومين كيف أن "أبو خالد" وهو إمام جامع في مدينة بولستنيز جنوب ألمانيا، أخبرها أنه لا يستطيع اللقاء بها كثيراً وذلك لصعوبة الاختلاء معاً بحجة أنها امرأة وأن هذا لا يجوز، لكنه أهداها بعض الكتب باللغة الألمانية عن الإسلام، فيما تولت فاطمة تعريفها وإشراكها في عدد من المنتديات "المتطرفة".

إلى ذلك، أضافت ليندا التي ظهرت في المحكمة تتحدث باللغة الألمانية واضعة حجاباً على رأسها، أنها اكتشفت فيما بعد أن أبو خالد لم يكن يلتقيها لأسباب أمنية، ولكونه مراقباً من أجهزة الأمن الألمانية.

ويبدو بحسب ما أوردت المجلة أن ليندا التي بلغت السابعة عشرة من عمرها حالياً نادمة أشد الندم على مغادرتها بلادها، إذ عبرت عن ذلك صراحة أمام القاضي، وأكدت أنها تود العودة إلى بلدها. إلى ذلك، تابعت ليندا "روايتها" لرحلتها الداعشية، قائلة إنها تعرفت عبر تلك المنتديات إلى شخص يدعى محمد ويكنى بـ"أبو أسامة الشيشاني"، الذي أقنعها بالانضمام إلى التنظيم، والسفر إلى "أرض الخلافة" واعداً إياها بالزواج.

"تبدلات" ليندا الداعشية، يبدو أنها بدأت تظهر عليها، ما جعل مدرستها ترسل بريداً إلكترونياً إلى أمها تعلمهم بتلك التغيرات المريبة، وما إن علمت أم ليندا بالأمر حتى انهالت عليها ضرباً وصراخاً، بحسب قولها، وهكذا بدأت تتدهور العلاقة التي لم تكن على خير ما يرام أصلاً بينهما.

زواج عبر الهاتف

بعد تأزم الأمور مع عائلتها، أخبرت ليندا أبو أسامة الشيشاني بالأمر، فأعطاها التعليمات والتوجيهات من أجل السفر إلى تركيا حيث سيلتقيها هناك. وبعد تزوير إمضاء أمها، بحسب قولها سافرت إلى تركيا، وتواصلت مع عريسها المنتظر، فأخبرها أنه اضطر للسفر إلى سوريا، فما كان منها إلا أن عقدا قرانهما عبر الهاتف.

وبعد القران "الهاتفي" طلب منها "العريس" الانتقال إلى الحدود التركية السورية، حيث وجدت مجموعة من "الشيشانيين" الذين نقلوها مشياً على الأقدام، بحسب قولها، لمدة 3 ساعات عبر طرق تهريب غير شرعية، إلى سوريا.

من سوريا إلى الموصل

أمضت العروس الداعشية بعدما التقاها أبو أسامة يوماً واحداً قرب "دار كبيرة" داخل سوريا لم تعرف أين تحديداً، بعدها جمعت كل النساء المتزوجات والأطفال ونقلوا إلى داخل العراق، إلى الموصل معقل "الخلافة" الأهم. في الموصل، سكنت ليندا، حسب قولها، في معسكر كبير لمدة شهر، بعدها انتقلت إلى بيتها الزوجي، حيث كانت تلتقي أبو أسامة أحياناً، فيما تقضي معظم وقتها وحيدة، لا تزورها سوى زوجة مسؤول الهيئة الإدارية في التنظيم من أجل توزيع الطعام والحاجيات. 3 أشهر مضت، ثم تلقت ليندا خبر مقتل زوجها. وبعد فترة، ومع اقتراب القوات العراقية من أيمن الموصل، طلبت ليندا السفر، بحسب زعمها إلى بلدها، إلا أن التنظيم منعها وأعطاها 200 دولار كتعويض عن مقتل زوجها.

ومع اقتراب القوات العراقية أكثر فأكثر من المدينة، جمع التنظيم النساء في أحد المستشفيات، وبعدها دخلت القوات العراقية، ومن هناك بدأت رحلتها مع القضاء العراقي!