بعد الاستقبال الحافل الذي حظيت به الحكومة الفلسطينية عند عودتها الى قطاع غزة الاثنين، تدخل الحكومة وحركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة في محادثات صعبة من اجل المصالحة اثر انقسام استمر عشر سنوات.
في الآتي النقاط الرئيسية لفهم أحداث هذا الاسبوع.
دخل رئيس الوزراء رامي الحمد الله الاثنين الى قطاع غزة للمرة الاولى منذ عام 2015. وكان في استقباله آلاف من سكان غزة الذين يأملون بمصالحة فلسطينية لتسهيل حياتهم اليومية. في اليوم التالي، ترأس الحمد الله اجتماع الحكومة الاسبوعي في غزة لاول مرة منذ عام 2014.
وقال الحمد الله عند افتتاح الجلسة التي فتحت الطريق امام إنهاء عقد من الانقسامات "نحن هنا لنطوي صفحة الانقسام إلى غير رجعة".
جاءت زيارة الحمد الله في سياق تفعيل المصالحة على الارض والتحضير لانتقال المسؤوليات- المدنية على الاقل- من حركة حماس الى السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح.
وحصلت القطيعة بعد ان فازت حماس في انتخابات 2006 التشريعية، ورفض المجتمع الدولي قبول حكومة حماس وطالب الحركة اولا بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل واحترام الاتفاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وسيطرت حماس على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس إثر اشتباكات دامية.
ولم تعد السلطة الفلسطينية بعدها تمارس سلطتها سوى في الضفة الغربية المحتلة. وتعاني حماس حاليا من ضغوط كبيرة ساهمت في حملها على قبول عودة السلطة الفلسطينية.
الامر الأكثر ألحاحا هو مصير مليوني فلسطيني يقيمون في القطاع الفقير والمحاصر.
وشهد قطاع غزة المحاصر ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية. ويعتمد أكثر من ثلثي سكان القطاع الفقير على المساعدات الانسانية.
ويعاني القطاع من حصار اسرائيلي خانق ونسبة بطالة عالية وندرة الكهرباء والماء ووضع اقتصادي صعب. فيما تقفل مصر معبر رفح، منفذ القطاع الوحيد على الخارج.
ويعد الانقسام الفلسطيني واحدا من العقبات الاساسية أمام تسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. ويفترض ان تقام الدولة الفلسطينية العتيدة على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.
قال الحمد الله عند وصوله غزة ان هذه لحظة "تاريخية". بينما قال وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان انها محاولة لخداع الرأي العام الفلسطيني.
وفشلت جولات سابقة من المصالحة الفلسطينية.
واعلن الحمد الله ان حكومته ستبدأ فورا العمل في قطاع غزة، على الرغم من ان الزيارة تبدو حتى الان بروتوكولية الى حد كبير.
وتقول المحللة السياسية الفلسطينية نور عودة ان ما جرى في اليومين الماضيين يختلف تماما عن محاولة المصالحة السابقة عندما حيث منعت حركة حماس اعضاء حكومة الوفاق الوطني الذين زاروا غزة في 2014، من مغادرة فنادقهم.
واضافت لوكالة فرانس برس "هي المرة الاولى التي يتولى فيها وزراء هذه الحكومة مهامهم في وزارتهم. انها دينامية مختلفة تماما على الارض".
واضافت "انها امور مهمة تساهم في ايجاد الظروف المؤاتية التي من شانها الاستمرار والاتساع".
تركت القضايا الرئيسية لتبحث في الجولة القادمة من المفاوضات بين ممثلي الحركتين الاسبوع المقبل في القاهرة التي ترعى المصالحة. واكثر القضايا اثارة للجدل هي السيطرة على الامن في قطاع غزة. وتملك حماس جناحا عسكريا يضم قرابة 25 الف مقاتل. ويبقى السؤال ان كانت مستعدة لتسليم اسلحتها الى السلطة الوطنية؟ وكرر مسؤولون كبار في الحركة الاسلامية ان الامر غير مطروح للنقاش. وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلا "لن أقبل ولن أنسخ او استنسخ تجربة حزب الله في لبنان".
ومن القضايا الشائكة المعلقة في المصالحة مصير عشرات آلاف الموظفين الذين وظفتهم حماس في غزة في عام 2007. وتسببت هذه القضية في إجهاض جهود المصالحة السابقة.
وتنتظر حماس ايضا ان يقوم الرئيس الفلسطيني برفع الاجراءات العقابية التي فرضها خلال الاشهر الماضية على غزة، وبينها وقف التحويلات المالية الى القطاع، وخفض رواتب موظفي السلطة هناك، والتوقف عن دفع فاتورة الكهرباء التي تزود بها اسرائيل القطاع، بالاضافة الى تحديد عدد التصاريح الطبية التي تسمح لسكان غزة بتلقي العلاج خارج القطاع المحاصر.
وحول هذا، قال عباس الاثنين "عندما تتمكن الحكومة (من استلام مهامها) تعود الميزانية كما كانت"، مؤكدا انه يجب ان تستلم الحكومة "كل شيء" في قطاع غزة.
رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلثاء أي مصالحة فلسطينية بدون الاعتراف باسرائيل وحل الجناح العسكري لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وقطع علاقاتها مع ايران، العدو اللدود للدولة العبرية.
بينما رحبت الولايات المتحدة بحذر بعودة السلطة الى غزة، مشددة على وجوب ان تقوم اي حكومة فلسطينية بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل.
وقال مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط جايسن غرينبلات على صفحته على "فايسبوك"، "يجب على اي حكومة فلسطينية ان تتعهد من دون لبس وبكل وضوح نبذ العنف والاعتراف بدولة اسرائيل (...) والقبول بالاتفاقات السابقة"، مشيرا الى انه ستتم متابعة هذه التطورات "من كثب".
وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس "منظمة ارهابية"ن وتطالب بتخليها عن الكفاح المسلح ضد الدولة العبرية والاعتراف باسرائيل.
واعترف عباس بوجود خلافات مع حركة حماس الاسلامية، مؤكدا انها "لم تخرج من ثوبها حتى بعد تعديل ميثاقها، نختلف معها بالأيديولوجيا، والسياسة (...) لكن وان اختلفنا، نحن جزء من الشعب الفلسطيني، وهم كذلك، لكن عندما يريدون الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، يجب ان يتواءموا ويلتزموا بسياستها".