أولاً: المضحك في الفاتورة
بدايةً، ضخامة الفاتورة التي ناهزت الثلاث مليارات ليرة لبنانية، تدعو للاستغراب والاستهجان ومطّ الشفتين، أمّا المضحك فعلاً فهو وقوعها بين يدي الشعب المعتر الصابر، فهذه الفاتورة-الفضيحة من المفترض واللّائق أن تبقى سرّية فلا تتسرّب للعامّة التي اكتوت بنيران الضرائب القديمة والمُستجدّة، وخاصةً في الوقت الذي لم يبق فيه مسؤولٌ في الطقم السياسي الحاكم (مع التجار وأصحاب المصارف طبعاً) إلاّ وقرع جرس الإنذار بالانهيار الاقتصادي والافلاس المالي القادم على وقع حوافر سلسلة الرتب والرواتب، والتي ما زالت حتى الساعة موضع أخذٍ ورد وتجاذب وعراقيل على الرغم من إقرارها ونشرها .
إقرأ أيضا : حزب الله يستكمل هيمنته على البلد
ثانياً: المبكي في الفاتورة
المبكي فعلاً أنّها لم تلق شجباً أو اعتراضاً من قبل أي مسؤول مالي أو قضائي أو سياسي أو اجتماعي أو ديني، وهي تحمل توقيع وزير المال علي حسن خليل، وزير المحرومين أيام كانوا محرومين، وباستثناء بعض الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لا تُجدي فتيلاً، فقد مرّت هذه الفاتورة "التاريخية" مرور الكرام، يبقى أنّ المُفجع (وهو أعظم من المبكي) أنّ المخفي أعظم ، يسرقون الدولة جهاراً نهاراً تحت شعارات الإصلاح والتغيير، وهو في حقيقته فسادٌ وتعتير .
إقرأ أيضا : حركة المبادرة الوطنية ... بحاجة لقامات وطنية تضطلع بمهامها
كتب أحد وُلاة البصرة يوماً إلى الخليفة يطلب ميزانية لتوسعة داره، فأجابه الخليفة: " أهي دارُك في البصرة، أم البصرةُ في دارك؟ "
هي الخزينة في خدمة الشعب، أم الشعب في خدمة الخزينة!.