بعد 31 عاماً من وجوده خارج لبنان، حزم "كامل" حقيبة سفره وقرّر زيارة والدته العجوز المقيمة في بلَدِه الأم. لم تمضِ الساعات الطوال التي استغرقتها السفرة من أوستراليا إلى بيروت بسهوله، إلّا أنّ شوقه إلى أرض الخيام ولحضن أمّه الثمانينية كان يُخفّف عنه ذاك التعب.
ما إن وطأت قدما الشاب الجنوبي أرض المطار في بيروت حتّى تمّ توقيفه تنفيذاً لحكم قضائي غيابي صدر بحقّه في العام 1999 بجرم "الإتصال بالعدوّ ودخول بلاده من دون إذن مسبق". وبدل أن يقضي إجازته ذات الأسابيع الستة مع أمّه العجوز، أمضى ثمانية أسابيع في السجن قبل أن يتم إطلاق سراحه مساء أمس بعدما أبطلت المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله الحكم الغيابي وأصدرت بحقه حكماً وجاهيّاً قضى بسجنه مدّة سنة مع منحه وقف التنفيذ.
بالأمس وقف "كامل.ح" أمام هيئة المحكمة ليؤكّد أنّه دخل تل أبيب في العام 1986 للإستحصال على تأشيرة دخول له ولأفراد عائلته إلى أوستراليا، حينها أجبره جيش لحد على العمل لديه بصفة حارس إلّا أنّه تمكن بعد نحو شهرين من التهرّب من "الخدمة" بعد ما دفع المال لأحد الأشخاص. وما إن استحصل على "الڤيزا" إلى أوستراليا حتّى سافر إليها ومكث فيها منذ ذاك الوقت حيث توظّف في إحدى معامل الحديد، إلّا أنّ مرض والدته البالغة 85 عاماً من العمر، دفعه إلى أخذ إجازة من عمله لمدة 6 أسابيع من أجل الإطمئنان عليها وقضاء بعض الوقت في أرجاء الوطن.
ومن القرّر أن يعود "المخلى سبيله" بعد أيام إلى مدينة سيدني للإجتماع مجددا بأفراد أسرته.