لم تعد مراسم عاشوراء مجرد احتفالية دينية لدى المسلمين الشيعة في العالم، بل تحولت إلى مساحة للنقاش والجدل على الشبكات الاجتماعية، بين التيارات والجماعات المختلفة بسبب طقوس التطبير
 

 أطلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حملات لمقاومة طقوس "التطبير"، ما أشعل نقاشات إلكترونية حادة.

ويعاد سنويا إطلاق حملات للتوعية من خطورة تلك الممارسات التي تبدأ مع بداية شهر محرم في العراق ودول أخرى.

وانتشرت في اليومين الماضيين صفحات على فيسبوك كـ”تهذيب الشعائر الحسينية” و"لا للتطبير نعم للتبرع بالدم" كما انتشرت هاشتاغات تحمل نفس التسميات على تويتر.

بالمقابل انتشرت صفحات أخرى وهاشتاغات تروج لطقوس التطبير وتقدسها على غرار "هذا التطبير يحبه الله ورسوله ويعشقه".

كما انتشر هاشتاغ يحمل اسم #حي_على_التطبير.

و"التطبير" أو "الإدماء"، هو شعيرة دينية عند المسلمين الشيعة الإثني عشرية ضمن الشعائر المسماة بالشعائر الحسينية، التي تقام من أجل استذكار معركة كربلاء والقتلى الذين قتلوا في تلك المعركة، كالإمام الحسين بن علي وأخيه العباس.

وتستخدم في "التطبير" سيوف وسلاسل أو أي أدوات حادة أخرى، فيضرب المطبرون رؤوسهم بهذه الأدوات لإحداث جرح لإسالة الدماء من الرأس.

وتخرج مواكب "التطبير" عند الشيعة في ذكرى "عاشوراء" و"الأربعين"، وأحيانا في ذكرى ليلة وفاة علي بن أبي طالب، وليلة ذكرى وفاة فاطمة الزهراء.

ويقف العديد من كبار علماء الشيعة والمراجع الدينية الشيعية، ضدّ هذه الممارسة تحديدا، إلا أن مواقفهم إما أن تغفل وإما يتم تجاهلها عمدا.

ويحرم العديد من علماء ومراجع الشيعة المعاصرين، هذه الطقوس بينما يفضل البعض منهم السكوت ومحاولة التزام الحياد.

ويتساءل مغرد “هل يخاف المراجع الموجودون حاليا من طرق باب تحريم التطبير حتى لا تهجرهم الجماهير كما فعلت بمن سبقوهم؟".

وقال مغرد لبناني “حملة للتبرّع بالدّم بدل التطبير يوم ذكرى عاشوراء رائعة. من أجل مجتمع أفضل #تبرع_بالدم #لا_للتطبير”. وحملة التبرع بالدم بدل التطبير انطلقت في العاصمة البريطانية عام 2012 لمواجهة “الظواهر المتشددة والدموية التي تُمارس باسم الإمام الحسين”، بحسب الناشطة اللبنانية غنى قطيش.

وقال مغرد عراقي "تبرع بالدم لجرحى العراق بدل التطبير وهنا ستكسب الأجر مرتين". في نفس السياق غرد آخر “بدمائكم يحيا الإنسان تبرع بالدم بدل التطبير”.

بالمقابل اعتبر مغرد “هؤلاء الذين يشجعون التطبير يحتاجون إلى طبيب نفسي بلا شك، القبول بمنظر شق الرأس والغرق بالدم ربما يعنيان الحاجة إلى إشباع غريزة الوحشية لديهم”.

وتساءل متفاعل “ما فائدة التطبير أو الدعس على الجمر، بدلا عن هذه الأفعال تبرع بالدم ساعد الفقراء نظف الشوارع”. وقالت مغردة في سياق آخر “من يقول تبرع بالدم بدل التطبير فليأت بدليل يقول إن التطبير يعيقك من التبرع بالدم؟”.

وقالت أخرى “أغلب الذين رأيتهم ينتقدون طقس التطبير على الصغار، لم يكن يعنيهم الأطفال أبدا، بل انتقاد المذهب هو غايتهم”. ويقول آخر “تجدد الجدل العقيم حول التطبير. خلاصة كل سنة، التطبير غير محرم عند الشيعة. لا مرجع “معتبرا” سيحرمه. الحل بحصره في أماكن مغلقة”.

ويتناقل مستخدمو الشبكات الاجتماعية مقاطع فيديو لرجال دين شيعة يشجعون على التطبير ويقدسونه. وقال ناشط تعليقا على مقطع فيديو “جمع كل أنواع الهمجية والغباء، بدعة التطبير والتسويق له بشكل غبي جدا، الملفت وجود كبار في السن يؤيدون ذلك”.

وفي سلسلة تغريدات أكد مغرد باسم ضياء “#عاشوراء سنويا في هذه الفترة تبدأ الشتائم والتطاول من جانب ويبدأ الدفاع المستميت من الآخر لا شك أن ذلك مدعاة للفرقة والكراهية فإلى متى؟”.

وأضاف “أولا يجب تجاهل الذباب الإلكتروني، ثانيا على طبقة المثقفين من الجانبين استلام زمام المبادرة، يجب أن يكون هناك نقاش ونقد بناء”.

وأكد “السني يرى أن هناك طقوسا متخلفة كالتطبير وهذا حقه والشيعي يرى أن تلك الطقوس محدودة ويتم تعميمها عليه جهلا أو حقدا الحل في النقاش المهذب”، مشيرا “السني لا يعلم أن الشيعة يختلفون باختلاف مراجعهم وباختلاف المراجع تختلف الأحكام الفقهية والطقوس والعادات فهنالك من يحرم شيئا والآخر يحله”.

وتهكمت مغردة “ما رأيك مثل ما تواسي #الإمام_الحسين #بالتطبير تواسي #الإمام_المهدي بالغياب وتختفي”.

ويتناقل مستخدمو الشبكات الاجتماعية كل عام “مشاهد مذهلة ومؤلمة للمئات من الشيعة يمزقون أجسادهم العارية” كما أثارت بعض مقاطع الفيديو لأشخاص يطبرون صغارهم جدلا تردد صداه في الإعلام العالمي.

ويقول معلقون “التطبير يقسم الشيعة مشوِّها إسلام الرحمة”. وقال آخر “قوموا بالدخول إلى محرك البحث غوغل واكتبوا كلمة Ashura وشاهدوا الصور.. شاهدوا الصورة التي يراها العالم عن عاشوراء”.

وقال مغرد “كذب المطبرون ولو صدقوا.. لا هي مواساة ولا هي حزن إنها فقط هياط وحماقة وعناد”. فيما اعتبر آخر “المطبر هدفه المباهاة على فيسبوك”. وختم مغرد “الدم الذي يسيل بسكاكين المطابخ لا يصنع رجالا!”.