تتجه الشكوك إلى الولايات المتحدة إثر الغارة الجوية التي نفذتها طائرة دون طيار واستهدفت عناصر من حزب الله في ريف حمص، رغم أن التحالف الدولي نأى بنفسه عن العملية بالقول إنها ليست في نطاق تحركاته العسكرية
 

طرحت الضربة الجوية التي استهدفت مقاتلين لحزب الله في منطقة صحراوية وسط سوريا، تساؤلات عديدة لعل أكثرها تداولا هل بدأ فعلا موسم اصطياد عناصر الحزب في سوريا؟

ومعلوم أن تنامي دور حزب الله يشكل تحديا كبيرا للعديد من الجهات وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكذلك إسرائيل التي وجهت على مدار السبع سنوات من عمر الأزمة السورية العديد من الضربات الجوية للحزب المدعوم من إيران مستهدفة في الغالب قوافل أسلحة تابعة له.

وبدت الضربة الجديدة التي تعرض لها مقاتلو الحزب اللبناني ملفتة لجهة أنه تم استخدام طائرة دون طيار فيها، من دون أن تفصح أيّ جهة عن مسؤوليتها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “استهدفت طائرة دون طيار مجهولة الهوية موقعاً لحزب الله قرب منطقة السخنة في بادية حمص الشرقية، ما تسبب في مقتل ثمانية من عناصره على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح”.

وأكد مصدر ميداني وقوع الغارة التي قال إنها تسببت في مقتل سبعة عناصر من الحزب على الأقل، بالإضافة إلى مقاتلين سوريين لم يحدد عددهم. وأوضح أن العمل جار “للتأكد من هوية من نفذ الغارة”.

ونفى التحالف الدولي ضد داعش أن يكون على صلة بالأمر، وقال المتحدث باسم عمليات التحالف “إن موقع الضربة خارج نطاق عملياتنا”، وذكرت مصادر لوكالة رويترز أنها قد تكون من “نيران روسية صديقة”، ولكن ذلك مستبعد وفق خبراء عسكريين، لأن القوات الروسية لديها خارطة مفصلة عن مواقع تمركز الحزب، فضلا عن أن الوسيلة المستخدمة وهي طائرة دون طيار تبعد أكثر الاحتمال الأخير.


ويشن التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية دعما لتحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تقوده وحدات حماية الشعب الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

ولا يستبعد أن يضع التحالف حزب الله الذي تصنف العديد من الدول جناحه العسكري ضمن القائمة السوداء، في صدارة أولوياته خلال الفترة المقبلة، أي بعد الانتهاء من تنظيم الدولة الإسلامية.

ويرجح الباحث السياسي اللبناني مكرم رباح لـ”العرب” أن تكون الضربة الجوية التي استهدفت عناصر حزب الله في حمص من فعل التحالف الدولي.

وأشار رباح إلى أن الضربة قد تكون رسالة محددة لإيران، بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تنامي نفوذها داخل الأراضي السورية.

وكان المسؤولون الأميركيون قد كرروا وفي أكثر من مناسبة سواء في تصريحات إعلامية أو لنظرائهم الروس أنه لن يسمح بأن يكون لإيران موطئ قدم لها في هذا البلد.

وتعتبر هذه المسألة محل خلاف بين موسكو وواشنطن، وإن كان مراقبون يرون أن روسيا لن تعترض على عمليات انتقائية تشنها القوات الأميركية ضد حزب الله تحديدا، فقد سبق وأن غضت الطرف على استهداف إسرائيل المتكرر للحزب داخل الأراضي السورية.

ويلفت المحلل اللبناني إلى أن استهداف عناصر حزب الله يأتي في وقت يسجل فيه تصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد اغتيال جنرال روسي رفيع المستوى.

ويقاتل حزب الله المدعوم من إيران علنا منذ العام 2013 إلى جانب قوات النظام في سوريا، ويشارك في المعارك على الخطوط الأمامية في المعارك.

ويعتبر الحزب إحدى القوى البرية الرئيسية في العملية العسكرية التي تشن في البادية ومحافظة دير الزور، وهي منطقة استراتيجية تريد إيران الهيمنة عليها لتنفيذ مشروع الحزام الأمني الذي يربط بين العراق وسوريا ولبنان، وبالتالي فإن المنطقة التي استهدف فيها حزب الله تعزز الشكوك في أن تكون الولايات المتحدة خلف الحادث.

من جهة أخرى لا يستبعد البعض فرضية أن تكون إسرائيل نفسها خلف العملية خاصة وأن الأخيرة أكدت في أكثر من مرة أنها لن تسمح بنفوذ لإيران وحزب الله في سوريا بإعتبار أن ذلك يشكل تهديدا مباشرا لأمنها.

ويتوقع مراقبون أن تزداد في الفترة المقبلة مثل هذه العمليات التي تأتي في ظل تصعيد لافت في أكثر من جبهة.

واستهدف هجومان انتحاريان الاثنين قسم شرطة في حي الميدان جنوب مدينة دمشق، ما تسبب في مقتل مدنيين وعدد من عناصر الشرطة، بحسب ما ذكره الإعلام الرسمي.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي نقلاً عن وزارة الداخلية “إرهابيان فجرا نفسيهما أمام قسم الشرطة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين وعدد من عناصر الشرطة”.

وسبق أن تعرض قسم الشرطة في الميدان لتفجير انتحاري في 16 ديسمبر، حين دخلت إليه فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات مرتدية حزاما ناسفا، تم تفجيره عن بعد، ما أسفر عن وقوع إصابات.