بالأمس وفي ختام المسيرة العاشورائية قال الأمين العام بأن العدو الإسرائيلي يتجهز لحرب جديدة على حزب الله، وحذر أن هذه المرة اذا ما فعلها نتنياهو لن تكون هذه الحرب كسابقاتها من الحروب، ودعى اليهود للرحيل إلى البلاد التي قدموا منها!!!
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يحذر فيها الحزب الكيان الإسرائيلي وحكومته من الإقدام على "حماقة" الإعتداء على لبنان، ويهدد بجهوزية المقاومة حضورها وإستعدادها لردع أي إعتداء، مما جعل بعض المراقبين يعتبر أن هذا الحديث ما هو الا في سياق الحرب النفسية التي يجيدها السيد ببراعة، ويهدف بالدرجة الأولى الى تفادي هذه المواجهة على الأقل في المرحلة الحاضرة.
إقرأ أيضًا: المعارضة الشيعية: ضرورة وتحديات
الا أن آخرين، يرون بأن المرحلة ليست هي كما في السالف، وأن مستجدات إقليمية ودولية تتحكم هذه المرة بمجريات الأمور، فالمنطقة بمجملها هي الآن على صفيح ساخن، ويُعمل بين القوى الكبرى على إعادة رسم جيوسياسي لكامل المنطقة وفق مصالحهم، ومن غير المسموح للاعبين الصغار دولًا وأحزابًا بأن يضطلعوا بأي دور أو أن يكون لهم أي تأثير يذكر في هذه اللحظة.
فالإدارة الأميركية الجديدة وعلى رأسها دونالد ترامب، جاد بما يقوله كل يوم حول تقليص النفوذ الإيراني بالمنطقة، وهذا ما يفسر العودة المباشر في المنطقة تحت يافطة محاربة داعش، والإتفاقات الروسية الأميركية وتوزيع النفوذ ومناطق خفض التوتر تصب بهذا الإتجاه.
إقرأ أيضًا: أحسنت يا شيخ نعيم
كل هذه المؤشرات وغيرها تنبئ بأن المواجهة الكبرى بين المحور الإيراني والمحور الأميركي هو قاب قوسين أو أدنى، وعلى أزيز الطائرات دون طيار التي لم تفارق سماء الجنوب منذ أيام وعلى مدار الساعة، مرورًا بالإنفجار الكبير القادم من إقليم كردستان، نسمع اليوم خبر عن غارة للطيران الأميركي على مواقع لحزب الله شرق تدمر لأول مرة، وسقوط عدد من شهدائه، فهل بدأت الحرب الإسرائيلية على حزب الله من تدمر؟ هل يرد الحزب من جنوب لبنان؟؟ كيف سيرد الحزب على هذا الإعتداء؟ هل تنحصر الممواجهة على الجغرافيا السوريا أو تمتد إلى جنوب لبنان؟؟ وهل ستدخل إيران هذه المواجهة أم ستكتفي كما العادة بالدعم وتولي المهمة لحزب الله وحده؟؟ هل ستكتفي روسيا بموقف المتفرج؟؟
أسئلة كثيرة لا أعتقد أن أحدًا يملك الإجابة عنها إلا مجنون البيت الأبيض!! وهنا تكمن المصيبة.