فاجأ تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا الكثير من المتنبئين بزواله قريبًا، حينما سدّد وفي فترة وجيزة ضربات موجعة جدا للجيش السوري والميليشات الموالية له في البادية.
وتمكّن تنظيم داعش أمس الأحد من السيطرة على بلدة القريتين الواقعة في وسط سوريا، إثر هجوم مباغت شنه ضد الجيش السوري، في وقت تدور معارك عنيفة بين الطرفين على محاور عدة في البادية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي هذا التطور بعد 72 ساعة من شنّ التنظيم هجومًا معاكسًا في ريف حمص أدى إلى مقتل 128 عنصرًا على الأقل من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في اليومين الأخيرين، وفقًا للمصدر ذاته.
ويرى مراقبون أن السيطرة على مدينة القريتين التي كان استعادها الجيش السوري قبل نحو 6 أشهر، وقبلها بيومين هجومه على مواقع للنظام في ريف حمص، الغاية منها تخفيف الضغوط التي يتعرّض لها التنظيم الجهادي في جبهات أخرى، ومحاولة لتغيير المعادلة في منطقة البادية السورية الشاسعة.
وتشكل البادية قرابة نصف مساحة سوريا، وهي ذات طبيعة صحراوية وترتبط بحدود مع الأردن والعراق، وتعتبر على ضوء ذلك منطقة استراتيجية مؤثرة جدا في مسارات الأحداث في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "سيطر تنظيم داعش فجر أمس الأحد على كامل مدينة القريتين الواقعة جنوب شرق حمص على أطراف البادية السورية، إثر هجوم ضد قوات النظام"، وبحسب المرصد، تسللت مجموعات من مقاتلي التنظيم الجهادي من البادية إلى القريتين حيث كان يتواجد عدد قليل من قوات النظام، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.
وأفاد عبدالرحمن أن معارك عنيفة تدور بشكل متزامن بين الطرفين على محاور عدة في بادية السخنة، حيث تمكّن التنظيم أيضًا من السيطرة على بلدة وجبل استراتيجي يشرف على طريق حيوي.
وأسفرت هجمات شنّها التنظيم على حواجز لقوات النظام والموالين لها جنوب مدينة السخنة منذ الخميس عن سقوط 128 عنصرًا على الأقل في صفوفها، بينهم 20 مقاتلًا على الأقل من حزب الله اللبناني، كما قتل تسعون جهاديًا على الأقل.
ويوضح عبدالرحمن أن التنظيم الذي يتلقّى خسائر ميدانية على جبهات عدة في شمال سوريا وشرقها يحاول عبر هذه الهجمات المباغتة أن “يثبت أمام الرأي العام المحلي والدولي أنه ما زال يحتفظ بقدرته على الهجوم والمباغتة، وعلى إيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف خصومه”.
وتزامن بدء هذه الهجمات مع بث التنظيم الخميس تسجيلًا صوتيًا نسب إلى زعيمه أبوبكر البغدادي، دعا فيه أنصاره إلى "الصبر والثبات" في وجه "الكفار" المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق.
وناشد "جنود الخلافة" تكثيف "الضربات" في كل مكان، واستهداف "مراكز إعلام" الدول التي تحارب التنظيم، ويستبعد مراقبون أن ينجح التنظيم في تحقيق إنجاز طويل الأمد، على ضوء الاستنزاف الذي يعيشه منذ أشهر، فضلًا عن التفوّق العسكري للنظام السوري.