مصادر لبنانية رفيعة المستوى تؤكد أن أي انتخابات مقبلة ستؤدي إلى وجود كتلة شيعية كبيرة متماسكة وموالية لحزب الله في مجلس النوّاب الجديد
 

 توقّفت مصادر سياسية لبنانية عند إصرار الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب ألقاه في بيروت في ذكرى عاشوراء على إجراء الانتخابات النيابية في لبنان في موعدها المقرّر في مايو المقبل.

ولوحظ أن نصرالله حذّر مرارا في خطاب ألقاه مساء السبت الماضي من أي تأخير يطرأ على موعد الانتخابات، مشدّدا على أنّه لن يقبل أي تأجيل لها.

وقالت هذه المصادر إن اللهجة التحذيرية التي تضمنها خطابه عن “حرب استباقية” ستشنّها إسرائيل على لبنان وسوريا وقطاع غزّة لم تكن سوى تغطية للهدف الذي يسعى الحزب إلى تحقيقه في المدى المنظور.

وقال نصرالله في كلمة ألقاها أمام أتباعه “نتنياهو يدفع المنطقة باتجاه حرب على لبنان وعلى سوريا وغزة وحركات المقاومة بدواع كاذبة وبعناوين دفاعية وحرب استباقية كما يدعي”.

وأضاف “نتنياهو وحكومته وقياداته العسكرية لا يملكون تقديرا صحيحا إلى أين ستؤدي هذه الحرب إذا أشعلوها. ما هي مساحتها، ما هي ميادينها، من سيشارك فيها، من سيدخل إليها؟ نتنياهو وأعضاء حكومته العسكرية لا يعرفون إذا بدأوا هذه الحرب كيف ستنتهي”.

ومضى يقول “أنا أؤكد لكم أنهم لا يملكون صورة صحيحة عما ينتظرهم لو ذهبوا إلى حماقة الحرب هذه… الحرب المقبلة إذا أشعلوها (لا يعرفون) إلى أين ستصل وأي مساحات ستشمل ومن سيدخل فيها؟”.

وأوضحت المصادر السياسية أن هذا الهدف يتمثّل في الحصول على أكثرية في مجلس النوّاب المقبل تضمن لحزب الله استكمال سيطرته بشكل قانوني على مؤسسات الدولة اللبنانية.

وهذا ما أسماه أحد الوزراء اللبنانيين بـ”تقنين” لسلاح حزب الله ولوضع اليد على البلد.

وأشارت إلى أن نصرالله، الذي شدّد على أهمّية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وبموجب القانون الذي أقرّه مجلس النواب أخيرا والقائم على النسبية، يعرف تماما أنّ النتائج ستكون في مصلحة الحزب.

وأكّدت مصادر أخرى رفيعة المستوى، على علم باستفتاءات الرأي التي أجريت في لبنان حديثا، أن أي انتخابات مقبلة ستؤدي إلى وجود كتلة شيعية كبيرة متماسكة وموالية لحزب الله في مجلس النوّاب الجديد.

وتكهّنت بأن تؤدي هذه الانتخابات إلى إضعاف “تيّار المستقبل” الذي يمثل الأكثرية السنّية في لبنان لمصلحة شخصيات غير بعيدة عن حزب الله وتدور في فلكه.

وذكرت أن الهدف الأساسي من إقرار قانون انتخابي على أساس النسبية كان شرذمة الطائفة السنّية في لبنان وإضعاف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.

ولاحظت هذه المصادر رفيعة المستوى أنّ نتائج مثل هذه الانتخابات ستكون سلبية إلى حدّ ما بالنسبة إلى كتلتين مسيحيتين هما “التيّار الوطني الحر” الذي يتزعمّه الوزير جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، و”حزب القوّات اللبنانية” الذي يتزعمّه الدكتور سمير جعجع.

وأشارت إلى أن “حزب الكتائب” الذي يرأسه النائب سامي الجميّل يتجه إلى تحقيق نتائج أفضل من “التيّار” و”القوات” وذلك في ضوء المواقف ذات الطابع الانتقادي التي اتّخذها الجميل من حكومة سعد الحريري ومن العهد الحالي عموما.

واستفاد الجميّل ومعه حزبه، الذي لم يمثّل في الحكومة الحالية، من انتشار أنباء في الأوساط السياسية والشعبية ووسائل التواصل الاجتماعي عن الفساد الذي يرافق معظم الصفقات التي تعقدها الحكومة، خصوصا تلك المتعلّقة بالسفن التي عليها مولدات تنتج الكهرباء.

وخلصت هذه المصادر إلى القول إنّ الهمّ الأوّل لحزب الله بات محصورا في إظهار مدى سيطرته على لبنان وهو يعتبر، مع إيران التي تعتبر الداعم الأساسي له، أن الوقت حان لتقنين هذه السيطرة وعدم الاكتفاء بإظهارها عبر عراضات مسلّحة وغير مسلّحة يقوم بها الحزب بين حين وآخر.

وركّزت على أن حزب الله في عجلة من أمره بالنسبة إلى إجراء الانتخابات وذلك بعدما شدّد قادته على ضرورة تطبيع العلاقات مع النظام السوري من منطلق أن انتصارا إيرانيا تحقّق في ذلك البلد المجاور للبنان.